من المعروف إن علاقة الحكومة مع المواطنين تحكمها نقاط تماس حاسمة تتمثل فى جودة الخدمات المقدمة لهم خاصة فى التعليم والصحة إضافة الى انضباط الاسواق وإحكام الرقابة عليها لتصبح أسواقا بها منافسة متكافئة تحافظ على حقوق جميع الأطراف من منتجين وتجار ومستهلكين.

التكليفات الصادرة من الرئيس السيسى للحكومة المنتظرة عكست بوضوح ادراكا حكيما من القيادة السياسية لهذه النقاط استهدافا لتحقيق رضاء المواطنين، باعتباره تجسيدا لثمار مأمولة لما تم إنجازه من إصلاحات جذرية فى جميع أركان منظومة العمل الوطنى اقتصاديا واجتماعيا لبناء وطن نحلم به ونفخر بالعيش على ارضه .

لا ينكر اى منصف الجهد الكبير الذى قامت به الحكومة السابقة وما تحملته من اعباء على الرغم من انه لم يكن كافيا لنيل الرضاء الشعبى المأمول. وهذا يعود إلى العديد من العوامل منها استشعار المواطنين ضعف التنسيق بين بعض الوزارات، خاصة فى الملفات التى ترتبط بهم بشكل مباشر مثلما حدث فى تخفيف الاحمال الكهربائية، وايضا حالة عدم الانضباط التى سادت الاسواق وأدت الى ارتفاعات غير مبررة اقتصاديا فى الاسعار حيث كانت الاجراءات الحكومية تجاه ذلك متأخرة وغير حاسمة .

كذلك يمكن التوقف أمام التفاوت الواضح فى أداء وإنجاز الوزراء والمحافظين فهناك من أجاد بشكل متميز وهناك من أخفق بدرجة لا تقبل الالتباس.

لا يهم الاسماء التى سوف تضمها الحكومة المنتظرة او حركة المحافظين، الأهم هو ايمان من سيتحملون المسئولية باحلام الوطن و إدراكهم فلسفة التكليفات الصادرة وقدرتهم على انجازها. قراءة وتحليل تجارب الدول التى حققت طفرة ملموسة فى تنميتها الاقتصادية تؤكد عدم اختلاف الخطوط الرئيسية لمشروعات التنمية بيننا وبينهم بل يمكن القول إن هذه الخطوط بمثابة خريطة طريق متفق عليها عالميا، ولكن النجاح فى التنفيذ يعتمد على عاملين رئيسيين اولهما الايمان بالحلم و وضوح الرؤية، وثانيهما المتابعة الدقيقة لتنفيذ الخطط والبرامج المترجمة لها .

من الانصاف الاعتراف بما قام به الرئيس السيسى من جهد ضخم ودؤوب لمواجهة قصور بعض اعضاء الحكومة والمحافظين حيث تحمل أعباء القراءة المتأنية والدقيقة لمختلف الملفات التى تم اختيارها بعناية وتابع خطوات تنفيذها وفقا للبرامج الخاصة بها فخرجت الكثير من المشروعات العملاقة فى الطرق والاسكان والمواصلات والزراعة والادوية والاتصالات وغيرها الى النور. المواطنون يتطلعون ويأملون فى أن تأتى الحكومة الجديدة بمسئولين يقدمون مصلحة الوطن على اى شأن آخر .. مسئولون يؤمنون بالحلم ويمتلكون المقدرة على الانجاز والمتابعة لأن النيات الصادقة وحدها لا تكفى.