تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

استثمار العقول

حديث الرئيس السيسى خلال الاحتفال بعيد العمال حول أهمية تغيير ثقافة الآباء والأبناء بالدراسة فى كليات وتخصصات معينة لا يوجد عليها طلب فى سوق العمل رغم وجود تخصصات أخرى توفر دخلا ماليا كبيرا للعاملين بها أثار الانتباه الى أهمية وجود جهة تتولى العمل على تحقيق ارتباط فعال بين الهيئات المسئولة عن التعليم واحتياجات سوق العمل.

أظن أن الفجوة الواضحة بين احتياجات سوق العمل ومهارات خريجى الجامعات تستدعى التعامل معها وفق رؤية واقعية ومرنة، فالشاب عند التحاقه بالجامعة اما أن يكون مدفوعا بتحقيق رغبة أسرته فى الالتحاق بكلية ما أو بمدى حبه لمناهج معينة وكرهة لأخرى ، أو لأن التنسيق قد فرض عليه كليات بعينها.

ايا ما كانت الدوافع فإن معظم الشباب لا تتوافر امامهم معلومات واضحة عن احتياجات سوق العمل والمهارات المطلوبة لحصولهم على فرصة تحقق طموحاتهم.

فجوة المهارات لدى الطلاب والخريجين بالرغم مما أضافه لهم التعليم الأكاديمى تجعلهم غير مستعدين لفهم متطلبات سوق العمل .بل ان أصحاب العمل والخريجين يتفقان على عجز أنظمة التعليم الحالية عن مساعدة الطلاب فى اكتساب المهارات المطلوبة للنجاح فى حياتهم العملية.

أعتقد أن البداية الصحيحة يمكن أن تكون من خلال آلية تضم ممثلى الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء، معهد التخطيط القومى، وزارتى التعليم العالى والتربية والتعليم، اتحاد الصناعات المصرية، الاتحاد العام الغرف التجارية لتقوم بوضع خريطة مستقبلية لاحتياجات سوق العمل فى مصر والمنطقة العربية، وأوروبا، وكذلك المهارات المطلوبة فى الخريجين سواء من التعليم الفنى او الجامعى، وبناء على هذه الخريطة يتم تعديل البرامج والمناهج الدراسية، وتكون هذه المراجعة دورية ومستمرة لتواكب المتغيرات التى تحدث .

بالتأكيد هناك العديد من التجارب الناجحة فى ربط التعليم بمتطلبات سوق العمل فى العديد من الدول مثل نماذج التعليم التعاونى وبرامج التدريب المهنى المتخصصة وغيرها . وكذلك الشراكات بين المؤسسات التعليمية والشركات لتوفير فرص التدريب على الأرض، وتحقيق توافق أفضل بين المهارات التى يتم تدريسها واحتياجات سوق العمل.

نعم توجد مبادرات مصرية ناجحة تقوم بها بعض الوزارات وايضا بعض رجال الأعمال، ولكنها لا تعكس توجها عاما يحقق نقلة نوعية وملموسة .

الإسراع فى التعامل مع ما طرحه الرئيس وترجمته على ارض الواقع دور أصيل للحكومة يجب عليها القيام به دون إبطاء لان الهدف ليس مقتصرا على توفير فرص عمل تدر دخلا محترما للشباب،

ولكن الهدف الأهم هو ترجمة ثروة مصر المتمثلة فى شبابها بما ينعكس على قوة الدولة المصرية وأخذها بأسباب التطور والتحديث حيث استثمار العقول أهم عناصر القوة لأى دولة.

 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية