تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > د. أحمد سيد أحمد > مرحلة جديدة للإعلام والصحافة

مرحلة جديدة للإعلام والصحافة

لعب الإعلام المصرى, سواء المقروء أو المرئى أو المسموع, دورا مهما ومحوريا بعد ثورة 30 يونيو 2013, ونجح فى مواجهة حرب الشائعات التى استهدفت مصر وتشويه صورتها وإشاعة الفوضى ونشر الأخبار المغلوطة بهدف التأثير السلبى على وعى المواطن المصرى, وذلك فى إطار حروب الجيل الرابع. وقد أعطت الدولة المصرية اهتماما ودعما كبيرا للإعلام بكل أشكاله كأحد أسلحة الدولة وامتلاك عناصر القوة الشاملة, وساهمت المنصات الإعلامية والقنوات التليفزيونية تحت مظلة الشركة المتحدة, بشكل فعال فى إجهاض مخططات الهدم وقدمت الإعلام المهنى الموضوعى وتصدت للصورة المغلوطة التى حاول أهل الشر والجماعة الإرهابية تصويرها للعالم لخدمة أجندتهم وأجندة من يمولهم, ونقلت الصورة الحقيقية لما يحدث فى مصر على أرض الواقع وهو ما أدى لتغيير وتحول الكثير من المواقف الدولية تجاه مصر.

وفى هذا الإطار فإن ما تردد مؤخرا عن أنباء غير رسمية بتعيين الأستاذ ضياء رشوان رئيسا للمجلس الأعلى للإعلام والدكتور طارق سعدة رئيسا للهيئة الوطنية للإعلام وتجديد الثقة فى المهندس عبدالصادق الشوربجى رئيسا للهيئة الوطنية للصحافة, يكتسب أهمية كبيرة لأنه يأتى فى سياق التغييرات التى تشهدها البلاد سواء على مستوى الوزارة وتشكيل حكومة جديدة من الكفاءات أو على مستوى المحافظين واختيار أفضل العناصر أو على المستوى الإعلامى, وذلك فى أطار استكمال مسيرة النهضة الشاملة وبناء مصر الحديثة وترسيخ الجمهورية الجديدة القائمة على تجديد الدماء واختيار أفضل العناصر من الكفاءات بما يتواكب مع متطلبات المرحلة وحجم التحديات الداخلية والخارجية.

هذه الاختيارات, التى تعكس فلسفة الدولة والقيادة السياسية فى تطوير العمل الوطنى على كل المستويات, لاقت ارتياحا وترحيبا كبيرا داخل الأوساط الإعلامية والصحفية, لما يمتلكه هؤلاء الثلاثة من مقومات ومهارات تتوافق وتتناسب مع تحديات المرحلة الحالية, ولما تركه كل منهم من بصمات واضحة فى مواقعه السابقة. فالأستاذ ضياء رشوان يمتلك رؤية سياسية شاملة ولديه كل المقومات, فهو الباحث السياسى المتميز والمدير السابق لمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام, كما أنه نقيب الصحفيين المصريين السابق لفترتين, وهو رئيس الهيئة العامة للاستعلامات والتى استطاع من خلالها أن ينقل صوت ومواقف مصر الواضحة والحاسمة إلى الخارج خاصة للإعلام الأجنبي, وبرز دوره فى الحرب الإسرائيلية الهمجية على قطاع غزة وتأكيده الثوابت المصرية فى دعم الشعب الفلسطيني. كما أنه قاد باقتدار وحرفية ومهنية عالية الحوار الوطنى الذى ساهمت مخرجاته على جميع المحاور السياسية والاقتصادية والاجتماعية فى دفع مسيرة العمل الوطنى والتى شكلت خريطة طريق وأجندة وطنية للحكومة الجديدة خاصة فيما يتعلق بالارتقاء بالمواطن المصرى ورفع مستوى معيشته.

كما أن رشوان هو إعلامى متميز قدم العديد من البرامج على الفضائيات المصرية والعربية, التى اشتبكت مع القضايا الوطنية والعربية, ولذلك فإن اختياره جاء فى محله ويمثل مكسبا كبيرا للإعلام المرئى والمقروء, فى ظل التحديات والأولويات الكثيرة التى تنتظره وعلى رأسها ضبط الأداء الإعلامى وترسيخ الالتزام بميثاق الشرف الإعلامى خاصة فى عرض المعلومات والأخبار بموضوعية وحيادية والبعد عن الإثارة أو التجريح الشخصى أو غيرها من ظواهر سلبية شاهدناها على بعض القنوات, ولذلك من المؤكد أن اختيار رشوان سينعكس إيجابيا سواء على ضبط إيقاع الأداء الإعلامى, أو على دور الإعلام فى مواجهة التحديات المختلفة خاصة فى ظل استمرار الحرب الإسرئيلية العدوانية على غزة, واستمرار تحديات الأمن القومى مع استمرار الأزمات المفتوحة فى السودان وليبيا ومشكلة السد الإثيوبى وتهديد الملاحة التجارية الدولية بالبحر الأحمر وغيرها من التحديات, وكذلك دوره فى إبراز الانجازات الضخمة التى تحققت على أرض الواقع فى مختلف المجالات وفى كل أنحاء البلاد, وأهمية دور الإعلام كقناة اتصال مفتوحة بين الحكومة والمواطنين.

أيضا يمثل تجديد الثقة فى المهندس عبد الصادق الشوربجى كرئيس للهيئة الوطنية للصحافة, انعكاسا قويا لدوره المهم وإنجازاته السابقة خاصة فى دعم الصحافة القومية وإزالة العقبات التى واجهتها خاصة فيما يتعلق بتحديات ومشكلات التمويل والطباعة والتوزيع. فقد نجح الشوربجى خلال الفترة السابقة فى تعزيز دور الصحافة الوطنية, واستعادة عافية المؤسسات الصحفية, خاصة فى مرحلة ما بعد ثورة 25 يناير 2011 وما تركته من تداعيات سلبية على كل مؤسسات الدولة وقطاعاتها, ومنها الصحافة, التى واجهت تحديات غير مسبوقة, فى ظل تزايد دور الصحافة الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعى. وكان للهيئة الوطنية تحت قيادة الشوربجى دور فاعل فى دعم الصحافة القومية وعلى رأسها مؤسسات الأهرام والأخبار والجمهورية وروزاليوسف ودار الهلال على عدة مستويات, أولا: إعادة هيكلة وإصلاح المؤسسات الصحفية لتكون قادرة على الاستمرارية والتكيف مع المتغيرات الجديدة, وأن تكون لها هياكل مالية واضحة وقادرة على تمويل ذاتها وتنمية مصادر مواردها المختلفة. وثانيا: ضبط الأداء الصحفى فى إطار الالتزام بميثاق الشرف الصحفى وتبنى الموضوعية والمهنية فى كتابة الأخبار والموضوعات, إضافة إلى تعزيز حرية الرأى والتعبير الصحفى فى إطار المسئولية الصحفية ودور الصحافة فى دعم قضايا العمل الوطنى ودورها التنويرى وفى تعزيز الوعى لدى المواطنين.

أيضا اختيار الدكتور طارق سعدة لرئاسة الهيئة الوطنية للإعلام جاء فى محله, نظرا للمقومات والمؤهلات العديدة التى يمتلكها الدكتور طارق منذ أن عمل مذيعا بقناة النيل للرياضة, ثم دوره فى تأسيس نقابة الإعلاميين التى أصبح وكيلا لها, ولعبت دورا مهما فى الدفاع عن حقوق العاملين فى الإعلام وتعزيز حرية الرأى والتعبير, كما أنه يتولى منصب نقيب الإعلاميين منذ 15 فبراير 2019, وهو أيضا عضو مجلس الشيوخ, ولذلك فإنه يمتلك المؤهلات التى تمكنه من التعاطى مع متطلبات المرحلة المقبلة خاصة تعزيز الأوضاع المالية للعاملين فى المجال الإعلامى, وضبط أى انحرفات فى الأداء الإعلامى وتعزيز دور الإعلام فى مسيرة العمل الوطنى.

بالطبع المستقبل يحمل الكثير من التفاؤل مع هذه الاختيارات التى تقع عليها أعباء ومسئوليات كبيرة فى قيادة العمل الإعلامى والصحفى ومواجهة التحديات المتزايدة سواء أمام الصحافة والإعلام أو التحديات التى تواجه الدولة المصرية.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية