تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
خطاب ترامب وخريطة عالم جديدة
من خلال خطاب تنصيب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، عرف العالم أنه مقبل على مرحلة مختلفة، ما بعد ترامب مختلف تماما عن ما قبل ترامب، مثل الحالات التى كنا نرصدها فى كلية الطب ما قبل الجراحة وما بعد الجراحة!،
ماذا قال لكى نقول ذلك، سنستعرض من خلال تعليقات الاعلام الأمريكى وما اهتم به الاعلاميون هناك من المؤيدين والمعارضين، مفتاح القادم يلخصه ماقاله ترامب فى خطاب تنصيبه الثانى، الذى تم نقله إلى الداخل بسبب الطقس البارد:
«يبدأ العصر الذهبى لأمريكا الآن. من هذا اليوم فصاعدًا، ستزدهر بلادنا»، وأضاف: «سنكون موضع حسد كل دولة ولن نسمح لأنفسنا بأن نستغل بعد الآن»، ما بعد ترامب فيه تضييق شديد على الهجرة، أكد ترامب أنه سيوقع بسرعة أوامر تنفيذية تتعلق بالترحيل والطاقة والتعريفات الجمركية والمزيد، وقال إنه سيعلن «حالة طوارئ وطنية على الحدود الجنوبية»، ووقف الهجرة وترحيل «المهاجرين المجرمين»، ووعد ترامب «سنفعل ذلك على مستوى لم يسبق لأحد أن رآه من قبل»، وقال أيضًا إنه سيعلن «حالة طوارئ وطنية للطاقة»، وسيلغى الصفقة الخضراء الجديدة وأى تفويض لإنتاج المزيد من المركبات الكهربائية، وقال «بعبارة أخرى، ستتمكن من شراء السيارة التى تختارها»، وتعهد بإنشاء «خدمة الإيرادات الخارجية» لتسوية التعريفات الجمركية على سلع الدول الأخرى ، مبرراً بأن هذه التدابير ستساعد فى بناء «الازدهار» الأمريكى، رغم أنه قال بعد الانتخابات إنه سيكون «من الصعب» خفض الأسعار.
قضايا الثقافة والهجرة كانت دائمًا الوقود لصعود ترامب السياسى، كانت الهجرة من الأولويات الرئيسية لقاعدته، ففى أحدث استطلاع للرأى أجرته NPR/PBS News/Marist، أيد 4 من كل 10 جمهوريين عمليات الترحيل الجماعى، وقال أكثر من نصفهم إنهم يؤيدونها بشدة، كانت أيضاً معارضة السياسات الداعمة للأشخاص المتحولين جنسيا أيضا حجر الأساس لحملة ترامب الرئاسية لعام 2024، وتعهد فى هذا الخطاب بجعله سياسة أمريكية مفادها أن هناك جنسين فقط - «ذكر وأنثى»، قال ترامب: «سيتم إعادة توازن ميزان العدالة»، تلك الجملة من وجهة نظرى ليست بريئة ولكنها نبوءة انتقام ،
اتهم ترامب فى أربع قضايا جنائية مختلفة، واستخدمها كمظاهرة حاشدة لقاعدته، لقد تعهد ترامب بالعفو عن العديد، إن لم يكن جميع، المدانين بمهاجمة الكابيتول فى ذلك اليوم، على الرغم من أن أحدث استطلاع للرأى أجرته NPR وجد أن 62% لا يوافقون على قيام ترامب بتنفيذ ذلك العفو، لقد شعر ترامب بالمرارة من التحقيق الذى أجراه الكونجرس، وفى خطاب تنصيبه، وضع جانباً مظالمه ضد أولئك الذين خدموا فى تلك اللجنة، لكنه لم يتراجع فى خطابه غير الرسمى لاحقًا، واصفًا إياهم بـ«البلطجية»، فى وقت سابق من اليوم، قبل التنصيب، أصدر بايدن عفوا استباقيًا عن لجنة 6 يناير (وكذلك العديد من أفراد عائلته)، لايزال من غير الواضح كيف سيمضى ترامب الآن فى انتقامه، وما زال لم ينس هزيمته السابقة أمام بايدن، لم يطو الصفحة، وقال: «المناسبة، كانت تلك الانتخابات مزورة تمامًا»، كرر ترامب عن انتخابات 2020 «كانت انتخابات مزورة»، وأضاف: «لو كنت أعتقد أننا خسرنا، لما ترشحت مرة أخرى.. هذه المرة جعلنا الأمر كبيرًا جدًا بحيث لا يمكن تزويره. لقد حاولوا، حاولوا بكل ما أوتوا من قوة، ثم استسلموا»، وعلى غير عادة خطابات التنصيب التى تدعو الى نسيان القديم بخيره وشره، وجه ترامب انتقادات حادة للإدارة المنتهية ولايتها، وأمام بايدن ونائبة الرئيس هاريس، قال ترامب بشكل لاذع إن الحكومة لا تستطيع إدارة الأزمات المحلية البسيطة «بينما تتعثر فى نفس الوقت فى كتالوج مستمر من الأحداث الكارثية فى الخارج»، ووجه انتقادات تتعلق بالجريمة والهجرة وكان ينتقد تمويل الولايات المتحدة للدفاع عن أوكرانيا ضد غزو روسيا، وقال ترامب: «لدينا حكومة قدمت تمويلًا غير محدود للدفاع عن الحدود الأجنبية، لكنها ترفض الدفاع عن الحدود الأمريكية أو الأهم من ذلك، شعبها»، واستمر ترامب فى خطاب تنصيبه، منتقدًا «نظام الصحة العامة الذى لا يقدم أداءً جيدًا فى أوقات الكوارث» و«نظام التعليم الذى يعلم أطفالنا أن يخجلوا من أنفسهم»، أشار ترامب إلى اتجاهات جديدة فى الانتخابات مع الناخبين السود واللاتينيين، خاصة الرجال، قال ترامب: «إلى المجتمعات السوداء واللاتينية، شكرًا لكم على الثقة والحب الذى قدمتموه لي»، مضيفًا: «لقد سجلنا أرقامًا قياسية، ولن أنساها»، فقد فاز ترامب بنسبة قياسية من اللاتينيين للجمهوريين - 46%، وفقًا لاستطلاعات الرأى، لقد فاز بنسبة 11% فقط من الناخبين السود، لكنه شهد تحسنًا مع الرجال السود، لكن بعد ذلك أشار ترامب إلى أن تنصيبه كان فى يوم مارتن لوثر كينج جونيور وتعهد، «سنسعى جاهدين لجعل حلمه حقيقة، سنجعل حلمه حقيقة»، تعهد ترامب أيضا بتوقيع أمر تنفيذى لإعادة تسمية خليج المكسيك، الاسم الذى أطلقه عليه رسامو الخرائط منذ أواخر القرن السادس عشر، إلى «خليج أمريكا»، وقد قوبل ذلك بهزة رأس وضحكة من وزيرة الخارجية السابقة هيلارى كلينتون، أما ميشيل أوباما فلم تحضر، وقد كانت قد هاجمت ترامب فى العديد من خطاباتها، تركت الرئيس السابق باراك أوباما بمفرده على منصة تضم أباطرة التكنولوجيا المليارديرات جيف بيزوس ومارك زوكربيرج وإيلون ماسك، قال ترامب أيضاً: «آمل أن نتذكر انتخاباتنا الرئاسية الأخيرة باعتبارها أعظم انتخابات وأكثرها أهمية فى تاريخ بلادنا».
إنه خطاب اعتبره العالم تلخيصاً لمعادلة تغيير الكرة الأرضية فى 4 سنوات.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية