تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

إنجازات 2025 الطبية

تقدم العلم يسير بخطى متسارعة، نستطيع أن نقول إن فعل «يسير» غير مناسب لوصف التقدم العلمى الذى يحدث فى جميع أنحاء العالم المتقدم، إن العالم من حولنا يقفز علميا وتكنولوجيا، ومن أهم ثوراته العلمية، الثورة العلمية فى مجال الطب، حقا هى فى خطوة متأخرة عن علم الفيزياء وعلم الكيمياء،

لأن الطب يتعامل مع الجسد البشرى، والمغامرة فيه محسوبة وبطيئة نوعا ما، وليست مثل العلوم الأخرى التى تتعامل مع مواد أو جماد أو آلات، لكن على الجانب الآخر تقدم علوم الفيزياء والكيمياء وغيرها من تلك العلوم التى تجرى بسرعة
الصاروخ،

خدمات جليلة لعلم الطب، الذى صار كل إنجاز له يدين لها بالعرفان والجميل، فالأدوية وتقدمها، كلها كيمياء، أجهزة الأشعة من سينية ومقطعية ورنين والسونار بكل أبعاده،

تلك الأجهزة التى صارت تكشف عما كنا لا نتخيل أن نراه بدون مشرط أو جراحة للفتح والاستكشاف، هى أصلها فيزياء، المناظير، فيزياء، الليزر للعيون والجلد..إلخ، هو علم فيزياء،

إذن تلك العلوم صارت تخدم على الطب، وتقفز به معها إلى آفاق لم يكن يحلم بها، لذلك لا نندهش أن العلوم الأساسية خاصة الفسيولوجى والوراثة والكيمياء الحيوية، هى المحتكرة حصريا لجائزة نوبل، لأنها هى العلم الحقيقى، وهى الفارس الذى يقف فى الكواليس خلف الكاميرا، وهو فى الحقيقة صاحب الإنجاز،

لن تجد جراحا مهما بلغت مهارته يحصل على نوبل، ولو حدث فسيحصل عليها لبحوثه فى تلك العلوم الأساسية، تودعنا 2025 تاركة خلفها إنجازات وعطاءات طبية متميزة، تضيف لرصيد البشرية، وتحسن من جودة الحياة، وتقدم حلولا مبتكرة لأمراض كانت مستحيلة العلاج،

من ضمن تلك الإنجازات:   العلاج الجينى Gene Therapy، وهى محاولة لعلاج جذرى للأمراض الوراثية المستعصية، والعلاج الجينى باختصار هو  تقنية طبية تستبدل أو تُصلِّح الجين المعيب داخل جسم المريض بهدف علاج أو حتى شفاء المرض من جذوره بدلًا من التعامل مع الأعراض فقط،  فى 2025 تمت  أول موافقة على علاج جينى لاضطراب وراثى نادر، فقد أُقرّت (Waskyra etuvetidigene autotemcel) من قِبَل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) كأول علاج جينى لـ متلازمة ويسكوت–ألدريتش (WAS)، وهو اضطراب نادر يُضعف المناعة ويُسبب نزيفًا متكررًا،

وهناك نجاح لعلاجات  CRISPR كريسبر  لبعض الأمراض الوراثية، علاج Casgevy Exagamglogene autotemcel الذى يستخدم تقنية تحرير الجينات CRISPR/Cas9 والذى أثبت فاعليته فى علاج فقر الدم المنجلى (SCD) وثلاسيميا TDT، مما يجعل المرضى يتحرّرون من الأزمات المؤلمة أو نقل الدم طويل الأمد.

وكريسبر باختصار أرجو ألا يكون مخلا هو أداة تحرير جينى تسمح للعلماء بـ«قص» و«لصق» أجزاء من الحمض النووى بدقة عالية جدا، تشبه إلى حد ما محرر نصوص للحمض النووى، هناك أيضا تقدّم فى التجارب السريرية لأمراض وراثية خطيرة، 

طور باحثون أساليب جديدة مثل تحرير القاعدة (base editing) لعلاج اضطرابات مثل مرض هنتنجتون وغيره من المتلازمات الوراثية فى المختبرات والموديلات الحيوانية، من ضمن الإنجازات الثورية فى هذا العام الذى يلملم رحاله، هو العلاج القائم على RNA ولقاحات mRNA،

فمن ضمن التطورات الكبرى فى 2025، أنه لم يعد استخدام mRNA مقتصرًا على لقاحات الفيروسات؛ بل امتد إلى العلاجات المناعية للسرطان وأمراض مزمنة أخرى، أصبحت هناك لقاحات mRNA مخصصة للسرطان، أو بالأصح تجارب سريرية أظهرت قدرة لقاحات mRNA على تعليم الجهاز المناعى التعرف على خلايا سرطانية خاصة بكل مريض، مما يُحسّن الاستجابة ويقلّل من مخاطر الانتكاس فى بعض أنواع السرطان، التطورات التى حدثت  فى العلاجات القائمة على RNA، منها تقنية CRISPR-Cas13 التى تستهدف RNA بدلا من DNA، مما يسمح بتعديل التعبير الجينى بشكل موقّت وقابل للعكس بدلا من تغييرات دائمة فى الجينوم،

أعرف أن هذه الجملة صعبة على القارئ المصرى الذى لا تقدم له ثقافة علمية فى الإعلام، سأحاول تبسيط المعنى أكثر، كريسبر الذى يستهدف RNA يغيّر «ما يُقرأ» من الجين، وليس الجين نفسه، لذلك يكون التأثير مؤقتًا وليس دائمًا، لو تخيلنا الخلية كأنها مطبعة، فالـ DNA هو كتاب التعليمات الأصلى (فى الخزنة)، والـ RNA هو الصورة المؤقتة من صفحة من الكتاب، والبروتين هو المنتج النهائى (الآلة/الهرمون/الإنزيم)،

بمعنى آخر كريسبر التقليدى يشتغل على  DNA يعنى يدخل على الكتاب الأصلى، يمزّق صفحة، أو يبدّل كلمة بكلمة أخرى،  إذن النتيجة، التغيير دائم وكل النسخ القادمة ستتأثر، طبعا مفيد جدا، لكنه خطير لو حصل خطأ، فكما أن تصحيح جين مريض  يعنى الشفاء الدائم، أيضا الخطأ هو مشكلة دائمة، لكن كريسبر الذى يستهدف (RNA Cas13)، هنا كريسبر لا يقترب من الكتاب، يمسك فقط الصورة المؤقتة (RNA)، يمسحها أو يعدّلها، وبعد قليل الخلية تطبع صورة جديدة، إذن التغيير مؤقت ويمكن إيقافه، وأكثر أمانًا،

نأتى إلى مصطلح القرن الذى نعيشه، والذى يتحكم فى رقابنا يوما بعد يوم، إنه الذكاء الاصطناعى فى الطب، كيف غيّر الذكاء الاصطناعى المشهد الطبى 2025؟، الذكاء الاصطناعى أصبح يستخدم فى اكتشاف الأدوية الجديدة وتحسين تصميم التجارب السريرية، وتوقّع استجابة المرضى للعلاج، ما يساعد فى Personalized Medicine (الطب الدقيق الشخصى)، كل مريض بالباترون العلاجى الخاص به،  الذكاء الاصطناعى يُسرّع بتطوير الأدوية، فمثلا إحدى أدوات الذكاء الاصطناعى المُؤهَّلة من FDA تسمح بمحاكاة وفهم أمراض الكبد وتقدير فاعلية العقاقير بشكل أسرع وأدق.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية