تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
إعادة تدوير الإخوان
زادت الهستيريا الإخوانية فى الفترة الأخيرة، وارتفعت نغمة المزايدات من أرامل البنا وندابات الجماعة وقنوات العمالة والخيانة، تتكرر كل عام تلك الهستيريا بنفس الروتين والاسطوانة المشروخة، ولكن هذه المرة تعالت النبرة وتطورت من درجة الهستيريا لدرجة السيكوباتية، وباتت المسألة أشبه بإعادة تدوير النفايات،
لكن الكارثة أن هناك أصواتا فى الداخل ومنها مثقفون ونخبة، تقول إن الإخوان فصيل وطنى!،
السؤال الذى يفرض نفسه، كيف لمن قال طظ فى مصر أن نصفه بأنه فصيل وطنى؟!،
كيف لمن قال عن الوطن إنه حفنة من تراب عفن أن يكون فصيلا وطنيا؟،
كيف لمن قتلوا القاضى الخازندار والنقراشى باشا أن يكونوا فصيلا وطنيا؟،
إذن إعادة تدوير الإخوان على أنهم فصيل وطنى من نسيج هذا البلد لعبة مكشوفة وخدعة خائبة، فلو كان فصيلا وطنيا لكان قد استغل الفرص التى أتيحت له المرة تلو الأخرى، يستغلها لمصلحة الوطن، وليس لمصلحته، ولكن مصلحة الخلافة تغلبت على مصلحة الوطن،
فالفرصة الأولى كانت فى زمن الملكية حين انحازوا للملك ضد الوفد وكانوا ذراعه الحديدية فى الشارع، وكانوا مع إسماعيل صدقى والذى وصلوا معه فى النفاق إلى أقصاه، قائلين عنه، اذكر فى الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا!!،
أضاعوا فرصة العمل العلنى الذى سمح لهم به، وأحرجوا النظام وقتلوا قاضيا حكم عليهم حكما لم يعجبهم، ثم عندما اصطدم بهم وزير الداخلية ورئيس الوزراء وقرر حل الجماعة قتلوه أيضاً أمام المصعد، ثم بدأت حوادث الحرق والتفجير انتقاما وزرعا للارتباك والفوضى قبل 1952، كانت تلك هى فرصتهم الأولى التى أهدروها بحماقة وغباء،
ثم جاءتهم الفرصة الثانية مع عبدالناصر فى بداية الثورة، حين شطب على كل الأحزاب وسمح فقط للإخوان بالشراكة لدرجة أنه اختار وزيرين منهم فى أول وزارة بعد 1952!، لكنهم قابلوا تلك الهدية المجانية بمحاولة اغتيال عبدالناصر فى المنشية!، هذا هو الفصيل الذى يدعى الوطنية والذى يدافع عن عودته البعض ويزايد علينا،
ثم جاء السادات وأخرجهم من السجون وأطلق يدهم بحرية فى الشارع والإعلام وسمح لهم بإصدار مجلة الدعوة واكتساح النقابات المهنية والسيطرة على مفاصل كثيرة فى الدولة، فكانت النتيجة اغتياله يوم عرسه، يوم احتفاله بالانتصار فى 6 أكتوبر،
إلى أن جاء مبارك ومنحهم القسمة الجهنمية التى كانت لعنة عليه وعلى النظام، عندما منحهم أكثر من ثمانين كرسيا فى البرلمان!، فطالبوا باعدامه فى ميدان التحرير بعد 2011!!،
هؤلاء هم الإخوان الذين يقدمون أنفسهم الآن على أنهم من نسيج الوطن، وأنهم أحد فصائله الوطنية، أما الوهم والخرافة التى يسوقها البعض بأن الإخوان سيذوبون معنا فى اطار الدولة المدنية، فهذا كلام هراء لا ينطلى على طفل فى ابتدائى،
وحتى لا ننسى تذكروا القرى المسيحية التى كان يمنع خروجها الإخوان إلى صناديق الانتخابات بعد تمكنهم من السلطة بعد يناير 2011، وبما أن أولى ركائز الدولة المدنية هى المواطنة، تعالوا نتعرف على رأى الإخوان فى الوحدة الوطنية ورفاق الوطن والأرض من الأقباط، تعالوا نقرأ معا فتوى الشيخ محمد عبدالله الخطيب ابن الجماعة فى العدد رقم «56» من مجلة الدعوة، لسان حال جماعة الإخوان، الصادر فى شهر ديسمبر سنة 1980 عن حكم بناء الكنائس فى ديار الاسلام قائلا «حكم بناء الكنائس فى ديار الإسلام على ثلاثة أقسامك
الأول: بلاد أحدثها المسلمون وأقاموها كالمعادى والعاشر من رمضان وحلوان، وهذه البلاد وأمثالها لا يجوز فيها إحداث كنيسة ولا بيعة، والثانى: ما فتحه المسلمون من البلاد بالقوة كالإسكندرية بمصر والقسطنطينية بتركيا، فهذه أيضا لا يجوز بناء هذه الأشياء فيها، وبعض العلماء قال بوجوب الهدم لأنها مملوكة للمسلمين، والقسم الثالث: ما فتح صلحا بين المسلمين وبين سكانها. والمختار هو إبقاء ما وجد بها من كنائس وبيع على ما هى عليه فى وقت الفتح ومنع بناء أو إعادة ما هدم منها وهو رأى الشافعى وأحمد إلا إذا اشترطوا فى عقد الصلح مع الإمام إقامتها، فعهدهم إلى أن يكثر المسلمون على البلد. وواضح أنه لا يجوز إحداث كنيسة فى دار الإسلام»!!.
فى نفس العدد نقرأ هذه الفتوى ردا على سؤال هل يدفن غير المسلمين فى مدافن المسلمين؟، واقرأوا كم التعالى الإخوانى على الآخر وتحقيره والذى تحمله هذه الفتوى المريبة التى كانت إجابتها بديهية بالنفى ولم تكن تحتاج مجرد تفكير أو طلب فتوى ، يقول الشيخ الخطيب «لا يجوز شرعا أن يدفن غير المسلم فى مقابر المسلمين حتى لا يتأذوا بعذابه فى القبر، ولقد نظر علماء السلف فى المرأة الكتابية التى تموت وهى حامل من مسلم فقالوا تدفن وحدها لا فى مقابر المسلمين ولا فى مقابر غيرهم، روى البيهقى عن وائلة بن الأسقع: أنه دفن امرأة نصرانية فى بطنها جنين مسلم فى مقبرة ليست بمقبرة للنصارى ولا المسلمين، واختار هذا الإمام أحمد بن حنبل، وقال: لأنها كافرة لا تدفن فى مقابر المسلمين فيتأذوا بعذابه، ولا فى مقبرة الكفار لأن ولدها مسلم فيتأذى بعذابهم، وأجمع سلف هذه الأمة أن الميت إذا مات يكون فى نعيم أو عذاب، وأن ذلك يحصل لروحه وبدنه لذلك لزم التفريق فى الدفن بين مقابر ومثوى المسلمين وبين غيرهم»!!،
وبعد كل تلك الفتاوى تقولون لنا لماذا لا تعطون الإخوان فرصة ثانية، لقد منحوا ألف فرصة، ولكن العنف والإرهاب فى الجينات، وإعادة تدويرهم هى بمثابة انتحار مجتمعى.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية