تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
إطلالة على الدراما الرمضانية
تنوعت الدراما الرمضانية لهذا العام 2025 تنوعا بكل ألوان الطيف ما بين الاجتماعى والأكشن والرومانسى والجريمة، وكانت أهم هدايا وإنجازات هذا العام الرمضانية هى مجموعة المخرجين الشبان الذين تركوا بصماتهم الفنية ولغتهم الإبداعية الجديدة على معظم الأعمال المقدمة فى هذا الموسم.
البداية مع المخرج تامر محسن الذى كانت بدايته فى مسلسل «بدون ذكر أسماء» مع وحيد حامد بمثابة ميلاد لبصمة إبداعية متميزة فى الإخراج الذى تألق بعد ذلك فى عدة مسلسلات كان أهمها مسلسل «لعبة نيوتن»،
لذلك انتظر الجمهور وهو يراهن مسبقاً على النجاح مسلسل «قلبى ومفتاحه» والذى يظن المشاهد فى بداية الحلقات أن موضوعه تقليدى عن المحلل، لكن تامر محسن الكاتب والمخرج فى نفس الوقت باغتنا فى الحلقات التالية بمسار آخر للحلقات، حب يولد بين شاب تجاوز الأربعين وسيدة تتعرض لسطوة زوج متسلط أحمق سريع الغضب، طلقها ثلاث مرات، ويريد العودة إليها بعد البحث عن محلل، كانت النية فى البداية أن يكون هذا الشاب هو المحلل، لكن الأمر تحول إلى حب بين اثنين يعيشان انسحاقا ماديا واجتماعيا، ينتصر حبهما فى النهاية، يتجول بنا تامر محسن بكل نعومة فى أماكن نكتشفها لأول مرة، ويقود الممثلين ويوظفهم بشكل رائع، آسر ياسين ومى عز الدين ، يخلعان جلدهما القديم، أما دياب فقد كان فى قمة لياقته الفنية.
المسلسل الثانى هو «اخواتي» اخراج محمد شاكر خضير والذى كان قد قدم من قبل تحفة درامية اسمها «تحت الوصاية»، المسلسل فكرته مقتبسة من bad sisters، الصعوبة التى واجهت المخرج هى كيف سيقود أربع نجمات، كل منهن تعودت على بطولة منفردة، لكنه استطاع بمهارة مايسترو محترف أن يقود هذا الأوركسترا ويجعله متناغما بدون نشاز، وبرغم اللوكيشن الضيق والذى أغلبه فى شقق، استطاع خضير أن يبدع بصريا فى مشاهد من الصعب إبراز جمالياتها وسط ديكورات فقيرة، المسلسل أعاد اكتشاف الفنان حاتم صلاح، وبرغم قتامة المسلسل الذى يبدأ بجريمة قتل فإن بعض اللمسات الطريفة الخفيفة كسرت تلك القتامة.
المسلسل الثالث الذى جذبنى كان مسلسل «لام شمسية»، للمخرج كريم الشناوى الذى استطاع أن يحول قضية شائكة مثل التحرش بالأطفال إلى لغة درامية ذات إيقاع بوليسى لاهث، فالمشاهد يظل حتى النهاية متشككا هل حدث تحرش حقا، هل المدرس مظلوم أم مجرم؟، هل زوجة الأب التى اتهمته تعيش فى ضلالات وهلاوس؟، هل الطفل ينقصه حنان الأب وفهمه؟،
عشرات الأسئلة تولد فى ذهن المشاهد وتجعله متعلقا حتى آخر لحظة بالأحداث، لا يعرف هل يدين أم يبرئ؟، قضية حساسة جدا، تطرح بجرأة وتناقش بشفافية وبدون وعظ، يبدع فيها الممثلون أحمد السعدنى وأمينةخليل ويسرا اللوزى، ولابد أن نقدم التحية للممثل محمد شاهين الذى قبل هذا الدور المركب الصعب الذى من الممكن أن يعتذر عنه أى فنان تنقصه الثقافة فى تلك الأدوار المتزمتة التى تزعج الفنان وتجعله متحسبا لخطواته ومترددا فى قبول مثل تلك الأدوار.
المسلسل الرابع هو مسلسل «ظلم المصطبة»، قدمه المخرج محمد على بحرفية عالية، وأخرج الدراما الشعبية الريفية من سجن وإطار الصعيد الى وجه بحرى، الى البحيرة ودمنهور، تيمة العائد من الغربة بعد خيانة صديق العمر، ودائرة الانتقام التى سرعان ما تقف عجلتها لأن الديناصور قد استفحل ويستطيع دهس صاحب الحق وسحقه، الحاج حمادة صار كبير البلد بسرقة فلوس صديقه حسن الذى تركه فى ليبيا وهرب، يعود ليجد حماده قد سرق حبه القديم هند وتزوجها ويمارس ساديته عليها، الإيقاع سريع، والأحداث تتصاعد بقوة وبانضباط وبجرعات مقننة، أكتب المقال وما زال المسلسل فى منتصفه ولكنه يعد بمتعة أكثر وجاذبية أكبر.
المسلسل الخامس هو «قهوة المحطة» من إخراج اسلام خيرى الذى استطاع الإمساك بخيوط مسلسل «هو من على السطح» مسلسل بوليسى من نوعية أجاثا كريستى لكنه من العمق مسلسل يستعرض أنماطا من البشر، يجرى أشعة رنين مغناطيسى على أحشاء بلد من خلال قهوة المحطة، مكان يجمع شتات البشر من أجل السكينة والهدوء والمزاج فتحدث أمامهم جريمة قتل لشاب صعيدى هبط إلى مصر من أجل النجومية، شاعر يعشق التمثيل، سنجد صاحب القهوة الذى يعيش بروفة جنرال للموت، سنجد الملك صاحب المجد القديم المفلس الذى يقدم نفسه ثريا بالسيجار، الكاتب الراصد للحارة، صبى القهوه المدمن، كل هؤلاء تتجه اليهم أصابع الاتهام فى تلك الجريمة، أجاد اسلام خيرى عرض الفلاش باك الذى هو بطل أساسى فى المسلسل بدون اضطراب أو استعراض عضلات، واستطاع أيضا ضبط أداء الممثلين حتى فى أقصى لحظات الميلودراما مثلما فعل مع تلقى الأب الصعيدى خبر موت ابنه فى القهوة، فى هذا المسلسل ممثل قادم بقوة لأدوار البطولة، يحمل كل سمات النجم، هو الممثل أحمد غزى،
وهناك تجديد دماء لبيومى فؤاد ورياض الخولى، أما الممثلة انتصار فقد أمتعتنا فى هذا الموسم بتنوع أدوار وثراء فنى رائع يدل على أننا أمام ممثلة عاشقة جادة لفنها. هؤلاء المخرجون جزء من كل، وزاوية من إطار عام يضم كنزا من الإبداع المصرى، يبدعون لغة جديدة لها طعم السينما فى الدراما.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية