تبقى مسلسلات الأجزاء سلاحا ذا حدين، وخاصة تلك التى حققت أجزاؤها الأولى نجاحا جماهيريا ونقديا، فإما أن تواصل قدرتها على الجذب والدهشة والمتعة، وإما أن تقع فى فخ الملل والتكرار وتفقد بريقها.

المسألة ليست استغلال نجاح وركوب الموجة، بقدر خلق أحداث جديدة تشتبك مع المشاهدين بحالة إبداعية متجددة، وهو ما لم أشعر به للوهلة الأولى فى سياق كوميديا «أشغال شقة جدا»، شعرت بنوع من التحايل على التيمة الكوميدية السابقة التى تحمسنا لها فى رمضان الماضى وصفقنا خلالها لهشام ماجد وأسماء جلال، وكان على المؤلفين شيرين وخالد دياب مفاجأتنا بسياق لا يشعرنا بأنه ليس هناك جديد، عكس ما لمسته مع حمادة هلال فى جزئه الجديد من «المداح»، حيث كان الاستهلال جاذبا ومشوقا بدراما ذكية تقتحم مناطق جديدة فى صراع صابر مع عالم الجن.

وكذلك أجواء «كامل العدد» التى أعتقد أنها ستبحر بنا فى عالم ممتع من المواقف الاجتماعية التى تعيشها كل أسرة، خاصة أن هناك دماء جديدة فى الوجوه الصغيرة التى تملأ الشاشة حيوية، كما أن طزاجة الأداء لبطليه دينا الشربينى وشريف سلامة تمنح العمل مذاقا خاصا، ومعهما بالقطع مجموعة من النجوم المخضرمين، مع حوار رنا أبو الريش ويسر طاهر، وإخراج الموهوب خالد الحلفاوى.

ربما يكون الحكم على البدايات ليس منصفا تماما، ولكن الانطباعات الأولى لها تأثيرها فى المتلقى لمثل هذه الأعمال التى يواصل فيها صناعها رحلة أجزائها السابقة، فالامور لن تقف إلا مع من يستطيع إبهاره.