تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

- فرق شاسع بين الحقوق التي تُنتزع بالصدام الأجوف .. والحقوق التي تُنتزع بحكمة وتفاوض ذكي

بدا أن صحفيو مصر يعيشون الأن أجواء انتخابية مشحونة بالتحديات والآمال .. نعم انها أوقات صعبة تتداخل فيها الأوضاع المهنية مع الظروف الاقتصادية .. وتتشابك حقوقهم وحرياتهم مع ضرورات حماية الكيان النقابي من التآكل .. حاجة الصحفيين الأن أصبحت ماسة لـ شخصية تجمع بين الخبرة المؤسسية والقدرة الواقعية على الإنجاز .

صدقوني لسنا بحاجة إلى مزايدات ترفع السقف نظرياً .. ثم .. ثم لا تحققه عملياً .. فالواقع اصعب مما يتخيله البعض .. والجماعة الصحفية تحتاج لـ قرار عاقل لا ينبع من عاطفة أو تحيز .. بل من قراءة واقعية لمعادلة تحتاج إلى عقلانية وخبرة .. أكثر مما تحتاج إلى شعارات أو وعود فضفاضة .

نعم نحتاج لنقيب قادر على إدارة الملفات المعقدة بحكمة .. وعلى التفاوض لصالح حقوق الصحفيين دون أن يحرق الجسور مع المؤسسات التي لا غنى عنها .. وبما يضمن استمرار عمل النقابة ونجاح دورها المهني .

نعم نحتاج لرجل يمتلك علاقات قوية مع مؤسسات الدولة .. وهو أمر قد يراه البعض انتقاداً .. لكنه في الواقع يمثل رصيداً مهماً يمكن استثماره لصالح النقابة وخدمة أعضائها في ظل الأوضاع الراهنة .. حيث لا يمكن لأي كيان نقابي أن يعمل بمعزل عن بيئته العامة .

.. و .. ومن هنا أستطيع القول ان دعم عبد المحسن سلامة ليس اصطفافًا أعمى .. بل هو اختيار واعٍ لمرشح يدرك الفارق بين الحقوق التي تُنتزع بالصدام الأجوف .. والحقوق التي تُنتزع بحكمة وتفاوض ذكي .. الأمر الذي يصل بنا إلى نقابة قوية .. تقدر على حماية أعضائها .. وتقدم خدمات حقيقية لهم .. بدلًا من تحويل النقابة إلى ساحة للصراخ أو الانقسامات العبثية .

المرحلة القادمة تتطلب قيادة تستطيع أن تجمع ولا تفرق .. تبني ولا تهدم .. تفتح قنوات الحوار ولا تغلقها .. وتدير معاركها المهنية بحنكة لا بهتافات .. وبالتالي نحن بحاجة إلي قراراً عاقلاً يوازن بين الطموح والواقع .. بين الحلم والمسؤولية .. ويضع مصلحة الصحفيين فوق أي اعتبارات شخصية أو دعائية . 

.. يا سادة .. يا صناع الرأي .. ويا حاملي لواء الكلمة : الصحافة المصرية اليوم بحاجة إلى عقلاء يعرفون متى يرفعون الصوت ؟ .. ومتى يحسنون الصمت ؟ .. ومتى يفاوضون ؟ .. ومتى يصعدون ؟ .. ومتى يضعون مصلحة الجماعة فوق الحسابات الفردية الضيقة ؟ .. وفي هذه المعادلة لا شك من وجهة نظري أن عبد المحسن سلامة يمتلك من الخبرة والرصيد الشخصي ما يؤهله ليكون أحد هؤلاء العقلاء في ظرف دقيق لا يحتمل المزيد من التجريب .. و .. و التخريب .. اعقلوها يرحمنا ويرحمكم الله . 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية