تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > حمدي حنضل > مصر العظيمة .. بين الكبار

مصر العظيمة .. بين الكبار

.. حقيقة ساطعة كالشمس يراها العالم أجمع في أم الدنيا .. رمانة ميزان المنطقة بكاملها .. لاعب أساسي في العالم يحسب الجميع له ألف حساب... لا يقتصر دوره في مجال السياسة فقط بل صارت له أنياب وأظافر وقوة لا يستهان بها اقتصاديا.. واجتماعياً وثقافياً وحضاريا .. وأنها رغم كل التحديات والأوضاع الدولية والإقليمية والمحلية فإنها تسير بحق في الطريق الصحيح .

.. ربما لا يرى البعض هذه الحقيقة. فإنما لا تعمى الابصار وإنما تعمى القلوب التي في الصدور .. البعض لا يري حقيقة مصر لأنه بالفعل وفي أعماق قلبه لا يريدها كذلك. وربما وهذا شأن بعض الدول يرى أن قوة مصر وشموخها وتنامى عظمتها سوف ينعكس عليه تقزيما وتهديدا. 

.. يرى العالم بأم رأسه كيف حققت مصر السيسي، أدق التوازنات في علاقاتها السياسية مع دول العالم... فالرئيس السيسى بالأمس.. وبإرادة مصرية خالصة لا تعبأ بمن يرضى م بمن يسخط، كان في موسكو مشاركاً في احتفالات روسيا بعيد النصر ... يلتقي بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.. ويعلنها الرئيس بوتين أنه يقدر لمصر دورها في المنطقة عنصراً رئيسيا لتحقيق الاستقرار الإقليمي وتدعم جهود التهدئة وتسمى بكل ما تملك لاستعادة الحق الفلسطيني في إقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس.

.. ولم تعبأ مصر السيسي بأي تهديدات صريحة أو مبطنة يطلقها أحدهم هنا أو هناك بوعي أو بغير وعى ويعلم أو بغير علم فإن الأيام الأخيرة أثبتت بما لا يدع مجالاً لأى شك أن بعض من يتعاطون السياسة الدولية لا يعرفون أبجديات الحقائق.. وإلا فإن سياسياً مثل ويتكوف، ما كان له أن يقول ما قاله إلا أنه في الحقيقة يجهل الكثير من الحقائق الناصعة بالأوضاع في مصر. ..

وفي موسكو أيضاً التقي الرئيس السيسى بالرئيس الصيني شي جين بينج رئيس جمهورية الصين الشعبية وعدد من قادة الدول المشاركة في احتفال النصر فإن الدبلوماسية الرئاسية في مصر السيسى، لا تترك « ثانية واحدة» دون أن تستغل لصالح الشعب المصرى.

.. وليس غريباً أبداً أن تكون الملفات الاقتصادية والسياحية والثقافية حاضرة بقوة.. فإن الرئيس السيسي وهو يؤكد على عمق العلاقات المصرية الروسية وامتدادها عبر التاريخ.. وما يجمع الدولتين من شراكة إستراتيجية فإنه أيضاً تحدث عن المنطقة الصناعية الروسية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس ومحطة الضبعة النووية.. وحتى زيادة عدد السائحين الروس القادمين إلى مصر والنرويج في روسيا للمقاصد السياحية المصرية وتعزيز التعاون في الطاقة والأمن الغذائي والتعدين والزراعة والصناعة وغيرها. 

.. وقبلها جاء ترفيع العلاقات بين مصر واليونان إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية تعبيراً عن مكانة مصر المحورية في منطقة الشرق الأوسط وفا على حقيقى فى لعبة التوازنات الدولية وموازينها الحساسة. 

.. وقبلها رأى العالم بزيارة الرئيس الفرنسي إلى حوارى القاهرة التاريخية وأزقتها .. وكيف تفاعل معه الشعب المصرى كشريك أوروبي له قيمته ودوره. وهو الأمر الذي ينعكس إيجاباً على علاقات مصر الأوروبية والتي يرى فيها العالم كله نموذجا للاحترام المتبادل ومجالاً خصباً لتحقيق بعض متطلبات الشعب المصرى والشعوب الأوروبية خاصة منها ما يتعلق بالحيلولة دون رة غير الشرعية للأفارقة من كل صوب وحبب للزحف إلى القارة الأوروبية.

فضلاً عن مقتضيات الشراكة المصرية الأوروبية من دعم أوروبي لمصر يتجاوز 7.4 مليارات يورو.. وتبادل تجارى تظهر أرقامه أن الاتحاد يستحوذ على 22 في المائة من الصادرات المصرية إلى العالم الخارجي وأن تستورد حوالي ربع ما تحتاجه من الخارج من دول الاتحاد الأوروبي.. وانخفض العجز التجارى بين مصر وأوروبا من 124 مليار يورو عام 2012 إلى 4.5 مليار يورو فقط عام 2022 بفضل صادرات الأسمدة المصرية والصادرات المصرية غير البترولية. 

ولا ينسى الأوروبيون لمصر دورها في الوفاء باحتياجات الأوروبيين من الطاقة التعويض النقص الناجم عن الحرب الروسية الأوكرانية.. وكان لمحطتي الغاز المسال في دمياط وإدكو الدور البارز في إعادة معالجة الغاز الوارد عبر إحدى دول الشرق الأوسط لشحنها بعد إسالتها، في مصر لتسد الأنابيب احتياجات أوروبا.

لذلك كان طبيعياً أن ترتقى العلاقة بين مصر وعدد من الدول الأوروبية إلى الشراكة الإستراتيجية الفاعلة، وأن تحظى بعض المنتجات المصرية بالإعفاء الجمركي حال تصديرها لبعض دول أوروبا .. فضلا عن اتفاقيات مبادلة الديون وغيرها. 

من هنا ..

وحقائق أخرى كثيرة.. يرى العالم في مصر القوة العظيمة الصاعدة بقوة إلى مصاف الكبار. 

.. من لم ير مشاركة مصر فى قمة العشرين "وهى ليست إحدى دول المنظمة" إلا أن تكون دعوتها لحضور هذه القمة تمثل اعترافاً عالمياً من أكبر 20 دولة اقتصاداً في العالم بقيمة مصر ودورها الفاعل والحاسم في موازين الكون. 

..من لم يرصد بوعيه دعوة دول البريكس لمصر كي تكون واحدة من أعضائه والفاعلين فيه.. إلا أنه حقيقة اعتراف من أحد أهم التكتلات العالمية بقيمة مصر ودورها .. وأن مصر تمسك بالفعل بمقدراتها وتعتز بإرادتها الحرة وسلامة نهجها السياسي والاقتصادي.

ولا أجد كلمات في الختام أفضل مما أكده الرئيس عبد الفتاح السيسي في كلمته لعمال مصر السبت 3 مايو الماضى مؤكدا أن وحدة الشعب هي القادرة على تجاوز التحديات وأننا سوف نمضي قدماً في مسيرة البناء متسلحين بالإرادة والإخلاص. 

وأضيف سوف تنهض مصر وتقوى أكثر وأكثر.. تشق طريقها نحو قمة العالم. شاء من شاء وأبى من أبى.. والله معنا وناصرنا.

hmdyhandal@gmail.com

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية