تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
متون صحيفة الأهرام
نصوص الأهرام أو متون الأهرام مجموعة من النصوص الدينية المصرية القديمة ترجع لعصر الدولة القديمة .
تعد «المتون» أقدم النصوص الدينية المعروفة في العالم، ونحتت باللغة المصرية القديمة على جدران الأهرامات والتوابيت الحجرية في أهرامات سقارة خلال حكم الأسرتين الخامسة والسادسة.
وهكذا متون الأهرام (الصحيفة)، تعد من أقدم المتون الصحفية المعروفة في العالم، مطبوعة على ورق صحف يعود إلى قرن ونصف قرن من الزمان .
تأسست صحيفة الأهرام في (27 ديسمبر 1875 م) على يد الأخوين اللبنانيين «بشارة وسليم تقلا» في الإسكندرية.
صدر العدد الأول من الصحيفة في (5 أغسطس 1876) كصحيفة أسبوعية، ثم تحولت إلى صحيفة يومية بعد شهرين، وفي عام 1899، تم نقل مقر الأهرام إلى القاهرة.
مائة وخمسون عاما في حب وطن يستحق العطاء، قرن ونصف قرن من الصدور، لم تحتجب، ولم تعطل، تعرف طريقها جيدا، لا تتعطل مسيرتها لأن سيرتها ، والسيرة أطول من العمر ، ومن مسيرتها الأهرام أقوى من الزمان . من كتب افتتاحية العدد الأول، كان مستبصرا، مستشرفا، اختار اسما يناسب ما ستكون عليه الصحيفة من عظمة وشموخ، اختار تسمية جريدتنا هذه باسم أعظم أثر موجود في القطر المصري وفي سواه أيضا، وهو الأهرام» .
الإحالة الاسمية الفريدة ضمنت للصحيفة خلود الأهرامات، الأهرام صدرت لتبقى (ديوان مصر المعاصرة)، والوصف لطيب الذكر الدكتور يونان لبيب رزق، عنون به سلسلة كتب ومقالات عن الأهرام ونشرت في الأهرام .
الكاتب المصري الفريد أظنه أهراميا كان .. أغبط كل من ينتسب إلى هذه الدار العريقة، منهم من قضى نحبه، ومنهم من يجاهد حبا في أن تظل الأهرام منيرة، تصدر يوميا في طبعات أنيقة، ترتسم علما ثقافيا وحضاريا، واحدة من قوى مصر الناعمة التي تحتضنها العيون من المحيط إلى الخليج كل صباح.
الأهرام ليست صحيفة عابرة، بل علامة من علامات تاريخ الصحافة العالمي، من عشر صحف كبيرة ترسم المشهد العالمي كل صباح، وتسجل في صفحاتها منتوج البشرية .
وثيقة عابرة للحدود، ولا تحد ضياءها حدود، تشع فكرا وعلما وثقافة في صحافة محافظة على التقاليد الصحفية العريقة.
ما كان يحلم به الآباء المؤسسون يتجسد واقعا، هل كانوا يحلمون بقرن ونصف القرن من الصدور المنتظم، هل كانوا يحلمون بـ «خمسين ألف عدد ونيف»، ولو حلموا لما اتسع حلمهم ولا كبر حلمهم ولا صار رمزا صحفيا لا تخطئه عين مؤرخ أريب.
ليست صحيفة، ولكنها ديوان مصر المكتوب، جبرتي مصر الحديث، صفحات الأهرام لا تغادر كبيرة ولا صغيرة إلا ورصدتها ووثقتها ونشرتها، تقرأ مصر في الأهرام، وتقرأ العالم العربي في الأهرام، وتطالع العالم في الأهرام، تظل الأهرام حالة ألق مصرية خالصة.
صحيفة عمرها من عمر دول، وسبق تأسيسها استقلال دول وممالك ، وعمرها يكبر أعمار المعمرين، ولا يسبقها في السبق سابقون. تظل ديوانا من دواوين الحضارة الإنسانية، ومرجعا من مراجع العلوم الإنسانية، وفيها سجل مصر والعالم المصور. تطالع في الأهرامات وجه العالم، تقلبات السياسة، ومعجزات العلم، وقادة وعلماء وملوك ورؤساء، وممالك وقبائل، وثورات البشر، وثورات الطبيعة، صراعات وحروب، وأوبئة وكوارث، وبشريات وكرمات وهبات، ومعجزات كونية، ومآذن ومنابر، وقرآن وإنجيل، ومسجد وكنيسة ومعبد، وأديان وإثنيات وعرقيات وجهويات، جميعها تجد ثبتا لها في الأهرام.
من حظ هذا الجيل السعيد أن يصادف هذا التاريخ في حياته، ( 5 أغسطس 2025 ) ، وبقدر الحظ ومحاسن الصدف بقدر ثقل مهمة الاحتفاظ بهذا التاريخ، الأهرام أمانة ، والمؤتمنون عليها ممتحنون .
نطلبه احتفاء وطنيا خالصا، تحت رعاية رئاسة الجمهورية، احتفاء بالقيمة التي تمثلها الأهرام في التاريخ والضمير الوطني، احتفاء أو احتفال تجتهد المؤسسة العريقة في إخراجه في أبهى صورة . نطلبه عاما احتفاليا، بإضاءة المبني والمباني التاريخية في مصر والوطن العربي يوم صدوره الأول .
ما نرجوه احتفال تاريخيا، يجلي تاريخ الأهرام في أمته العربية، يرسم الأهرام كما حلم الآباء المؤسسون، احتفال مدروس يقف على دروس الأهرام الوطنية والصحفية، وتصدر عنه موسوعات تجلي تاريخ الأهرام، وقضاياه الوطنية، وإعلامه.
نرجوه عاما من مراجعات لدروس الماضي لرفد الحاضر بنهر عزيز من التجارب الإنسانية والوطنية، ويرسم ملامح المستقبل في سياق الجمهورية الجديدة، والأهرام مرت بالجمهورية القديمة، وعاشتها وعايشتها، وسجلت انتصاراتها وانكساراتها، عاشت أحلامها ومعاركها ونضالاتها، ولم يفت من الأهرام حرف من كتابها.
صدرت الأهرام لتعمر طويلا، وجيلها السعيد، عليه أن يقف على حروف عمرها المديد، يستلهم حكمة السنون، ويمتن المتون، متون الأهرام.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية