أن تتحول مصر من كونها أعلى الدول من حيث ارتفاع معدلات الإصابة بفيروس «سى» إلى أول دولة فى العالم تصل الى القضاء على الفيروس وحصولها على شهادة «المستوى الذهبى» من منظمة الصحة العالمية، لما حققته، هو نموذج نجاح لم يأت من فراغ، وراءه مسيرة عمل طويلة.

علينا التوقف عندها ودراستها، لتصبح نموذجا حيا لمواجهة بعض الملفات الأخرى التى نحتاج فيها إلى نفس الدرجة من النجاح .

وتأتى أهمية دراسة هذه الحالة أنها نجحت فى الحل بشكل جذرى، بالاستفادة القصوى من القاعدة الأساسية التى انطلقت منها، وهى الإرادة السياسية التى وفرت الدعم اللازم لكل الجهود والخطوات الأخرى، حيث تعاملت الدولة المصرية بقيادة الرئيس السيسى، مع هذا الملف باعتباره «أمنا قوميا» حقيقيا لا يمس الصحة فقط، بل يرتبط بالجوانب الاجتماعية والاقتصادية ويؤثر بشكل كبير على الإنتاج.

وأتبع هذه الإرادة عناصر أخرى للمواجهة، مثل وضع إستراتيجية شاملة طويلة الأجل لمكافحة المرض، واستخدام الابتكار وتكنولوجيا المعلومات، وتوافر البيانات الوبائية الكافية والموثوقة، وتوفير بنية تحتية قوية للرعاية الصحية العامة، فضلا عن الرعاية الشاملة التى تصل إلى جميع قطاعات المجتمع.

ومع تطبيق هذه العناصر بتخطيط علمى وعناية فائقة كانت النتائج واضحة لا يمكن إنكارها بعد أن أوفت مصر بالمتطلبات التى تؤدى إلى خفض حالات العدوى والوفيات بما يؤهلها للقضاء على المرض. والسؤال.. هل يمكن بالفعل أن نحقق نفس نجاح منظومة القضاء على الإصابة بفيروس «سى» فى ملفات ومشكلات أخرى، لم ينجح القائمون عليها فى تحقيق نفس المستوى من النجاح؟!..

على هؤلاء الاستعانة بعقل وأدوات نجاح هذه التجربة حتى تتكرر فى ملفاتهم.