نعم نحن فى أشد الاحتياج الآن إلى دراما وفن وإبداع يساند دولتنا وليس العكس، ففى عصر الحروب، التى نعيشها نحتاج إلى كل يد تبنى هذا المجتمع، وتحيطه بكثير من التقارب والروح الإيجابية، وليس طرح أوجه التشوهات التى يُصاب بها البعض فنبرزها، وكأنها هى أساس ما نعيشه.

ودون هروب من حقيقة واقعة، فإن بعض أعمال الدراما التى شهدها شهر رمضان، فعلت ذلك، وكأننا مجتمع منغمس فى القيم السلبية، وأن هذا هو شعبنا، فجاء تعليق الرئيس السيسى على هذا وتوجيهه بمراجعة هذا الأمر فى محله، لنشهد بعدها تحركاً واسعا من الحكومة بتشكيل مجموعة عمل لوضع رؤية مستقبلية للإعلام، وضبط الأعمال الدرامية، تنفيذاً لهذه التوجيهات، وهنا تكمن مشكلة أخرى، نحتاج إلى مواجهتها، بتقاعس البعض عن القيام بدورهم وواجبهم.

أما مجموعة العمل التى تم تشكيلها وتضم خبراء ومتخصصين وأساتذة إعلام وشركات إعلام بهدف الوصول إلى هذه الرؤية لتعزيز الهوية المصرية من خلال الدراما، فإنها عليها أن تجتهد فى البحث، واكتشاف القادرين على تقديم هذا المحتوى من كُتاب ومبدعين حقيقيين موجودين ولم يحصلوا على فرصتهم بعد، بدلاً من استسهال بعض الوجوه التى تكرر نفسها،

فمصر تحتاج منا الأفضل وتقديم أفضل مافى مجتمعنا، وليس نماذجه المشوهة وكأنها تمثل العامة، ويكفينا تلك الحرب القادمة إلينا من السماوات المفتوحة حولنا، التى لم يعد منطقياً معها أن نحارب أنفسنا نحن أيضاً بأيدينا من خلال ما نقدمه من دراما!.