في موسم عروض بداية العام الجديد تحرص هوليود على تقديم مايسمى بالفيلم العائلي ، وهو الفيلم الذي يخاطب جميع أفراد الأسرة خاصة الأطفال وقصته في الغالب تكون بعيدة عن العنف والمطاردات وأفلام الجريمة ومشاهد القتل ، وكانت "والت ديزني" متخصصة في تقديم الأفلام العائلية ، ولكن في 2023 ظهر منافسون قاموا بانتاج فيلم "وونكا" تأليف سيمون فرنابي وأخراج بول كينج . 
بطل الفيلم الشاب "ويني وونكا" العائد الى المدينة بعد سنوات من الغربة ، وهو بارع في صناعة الشوكولاتة ولا يجيد غير ذلك حتى أنه لا يعرف القراءة والكتابة .. ويعلم جيدا أن الشوكولاتة حلوى تجعل من يأكلها سعيدا سواء كان من الأغنياء أو الفقراء ، وتعلم من أمه الراحلة أن كل شئ جيد في هذا العالم يبدأ كحلم يسعى الانسان الى تحقيقه!

وحلم حياة "وونكا" أن يصنع الشوكولاتة ويبيعها ويدخل السعادة على الكبار والصغار ، ويتعرف وونكا على الفتاة الصغيرة السمراء "نودل" التي ذهبت معه الى حديقة الحيوان للحصول على لبن الزرافة الذي يحتاجه في صنع الشوكولاتة ، كما قامت بتعليمه القراءة والكتابة لان الانسان الجاهل قد يقع في اخطاء تدمر احلامه. 

مخرج الفيلم هو البريطاني بول كينج .. الذي اراد من المشاهد الاولى في الفيلم الابتعاد عن القصص الطفولية الساذجة وتقديم الواقعية في اطار من الخيال السينمائي ، خاصة ان الفيلم يعتمد على الغناء والموسيقى لذلك برع المخرج في تقديم المشاهد التي تدخل البهجة والسعادة على الجمهور .. ولكن كما يحدث في الواقع ظهر للشاب "وونكا" مجموعة من الأعداء منهم ثلاثة من أصحاب مصانع الشوكولاتة في المدينة وقفوا ضد حصول وونكا على محل يبيع فيه الشوكولاتة اللذيذة التي يصنعها بحب ، ولكن الصغيرة "نودل" تستطيع مساعدة وونكا ويحصل بالفعل على محل في السوق التجاري الكبير.
قام بدور "وونكا" الممثل الامريكي الشاب "تيموثي شالاميه" الذي شاهدناه في العديد من الافلام الناجحة ، وبرع في أداء الدور لخفة حركته وأسلوبه المرح وطريقته في الغناء والرقص الاستعراضي ، ورغم انتصار الاعداء على وونكا الا أنه بدأ من جديد ورفض مغادرة المدينة وركوب السفينة ، وعاد للعمل مرة أخرى بمساعدة كل الذين اقتنعوا ببراعته في صنع الشوكولاته . 

نجح المخرج في تقديم فيلم أنساني جميل لا يخلو من مقولة او رسالة بسيطة يفهمها الكبير والصغير ، بان الحياة تتسع للجميع ويستطيع كل انسان ان يجد نفسه في عمل يحبه ويمنحه كل حياته في سبيل اسعاد الاخرين ، لكن بشرط ان يكافح لان طريق النجاح ليس مفروشا بالورود ، وغالبا مايتربص الاعداء بكل انسان ناجح لذلك من الضروري أن يتمسك بحلمه ويسعى لتحقيقه مهما واجه من صعاب .