تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

ذكرى سمير فريد

تمر هذا الأسبوع الذكرى الثامنة لرحيل الناقد الكبير سمير فريد 1943 -2017 مؤسس صفحة السينما بالجمهورية، وهو من أعلام النقد الفني من جيل الستينيات الذي تتلمذ على يد الدكتور محمد مندور وأنور المعداوى ومحمد غنيمى هلال وبدر الديب، وكان سمير فريد هو الطالب الوحيد في قسم النقد المسرحى بمعهد الفنون المسرحية وتخرج عام ١٩٦٥ والتحق بالعمل في الجريدة ليجعل من النقد السينمائي مادة صحفية مقروءة بعد أن كانت الكتابات النقدية لا يجدها القارئ إلا في الدوريات المتخصصة.
انتمى سمير فريد إلى العصر الذي عاشه قبل أن ينتمى إلى الصحافة كمهنة أو إلى السينما كموضوع للكتابة ، لذلك كان حريصاً على حضور مهرجانات السينما بداية من مهرجان "كان" عام 1967 ثم في فينيسيا  وبرلين، وعشرات المهرجانات في العواصم العربية والعالمية، ولم تكن ثورة الاتصالات في تلك المرحلة كما هي الآن لذلك بذل مجهوداً لمتابعة كل ما تنشره الصحافة في العالم عن السينما والمهرجانات والمخرجين و النجوم 
قام سمير فريد مع أبناء جيله بتأسيس جمعية نقاد السينما المصريين عام 1972 وجعلها عضواً بالاتحاد الدولي للصحافة السينمائية المعروف باسم "الفيبريسي" .. وكانت تتسم كتاباته بالموضوعية ولم يتحمس لمرحلة سياسية ضد أخرى وهو يؤكد دائماً أن الأفلام نوعان جيدة ورديئة ، ومن الضروري أن تتوفر بعض الشروط الدقيقة التي تجعل الفيلم يحمل احدى الصفتين، كذلك كان يشير إلى "السينما الاستهلاكية" باعتبار أنها ممكن أن تكون جيدة فنياً أو غير ذلك، وكان يتحدث عن "السينما الفنية" باعتبارها السينما غير الجماهيرية التي تهتم بالفكر والتاريخ والجودة الفنية ومن الطبيعي أن تنافس هذه السينما على جوائز المهرجانات.
 وكما كان سمير فريد منفتحاً على مستوى الفكر كان كذلك على مستوى الكتابة الصحفية حيث كتب في عشرات الإصدارات من المجلات والجرائد العربية والأجنبية المتخصصة والعامة ، وكان يحرص على وصول مقالاته للقارئ المصرى حتى بدون مقابل أو بأقل مقابل .. لذلك كان يعود من مهرجانات السينما وقد كتب عن أفلام تلك المهرجانات في الصحافة العربية، ثم يكتب مرة أخرى في الصحف المصرية لأنه كان حريصاً على تقديم أحدث ما يشاهده العالم على الشاشة إلى القارئ المصري. 
كان لسمير فريد خبرة كبيرة في إدارة المهرجانات منذ أن كان شاباً وقد عمل في مهرجان دمشق عام ۱۹۷۲ ولكنه لم يكن يستمر طويلا في إدارة المهرجانات مثل مهرجان القاهرة ومهرجان سينما الطفل ومهرجان الإسماعيلية .. وكانت دورة مهرجان القاهرة عام 2013 من أنجح دورات المهرجان بعد أن وضع كل خبرته في إعادة برمجة المهرجان ، وقام بتنظيم اشتراك أفلام العرض العالمى الأول في المسابقة وأفلام البانوراما وأفلام المسابقة العربية وحتى أفلام الطلبة وجدت لها مكاناً في مهرجان القاهرة تحت رئاسته. 
تعب سمير فريد كثيراً في تكوين الأرشيف الصحفي الخاص به ، والذي كان بمثابة الذاكرة الحية له والذي يكتب من خلاله أدق المقالات وأكثرها عمقاً و استناد الوثائق تاريخية .. وهذا الارشيف في حوزة أبنائه وأتمنى أن تسعى وزارة الثقافة الى نقله الى مكتبة المعهد العالي للسينما بأكاديمية الفنون لما في ذلك من فائدة عظيمة لطلاب المعهد خاصة طلاب الدراسات العليا .. رحم الله سمير فريد بقدر ما أعطي للفكر الجاد والنقد الموضوعي .. فقد كانت الكتابة عن السينما قبل سمير فريد ليست كما هي بعد رحيله بفضل جهوده وأخلاصه لعمله ومهنته.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية