تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

دروس البطريق


تحقق المنصات السينمائية على الإنترنت كل يوم نجاحاً جديداً وتزداد جماهيرية والسبب أصبح واضحاً للجميع وهو قدرة هذه المنصات على تقديم نوعيات مختلفة من الأفلام لم تعد دور العرض تقدمها للجمهور، وهى مشكلة كبرى تهدد مستقبل قاعات السينما العامة خاصة بعد ارتفاع أسعار التذاكر إلى الضعف خلال العامين الماضيين. 
من الأفلام التي لم تعد تهتم دور السينما بعرضها الفيلم الأمريكي "دروس البطريق" وهو فيلم روائي طويل إنتاج 2024 إخراج بيتر كاتانيو وبطولة الممثل البريطاني ستيف كوجان ومأخوذ عن مذكرات مدرس لغة انجليزية إسمه "توم ميتشل" سافر من لندن للعمل في الأرجنتين عام 1976 في مدرسة سان جورج الثانوية، وشارك الفيلم في مهرجان "تورنتو" الصيف الماضى وفي مهرجان "بالم سبرينج" داخل المسابقة الرسمية.
 يتحدث الفيلم عن صداقة نادرة نشأت بين إنسان وطائر البطريق حيث كان يقضى المدرس اجازته في الأورجواى وهناك على شاطئ البحر كان يتنزه مع صديقته وعثرا على مجموعة نافقة من طيور البطريق بسبب بقعة نفط ضخمة غمرتهم وهم پسیرون جماعات على الشاطئ، ولكن المدرس وجد أحدهم مازال على قيد الحياة فأخذه إلى الفندق وقام بتنظيفه وعاد به إلى الأرجنتين، واصطحبه إلى المدرسة وفوجئ الطلبة بطائر البطريق الذي يحضر معهم دروس اللغة الإنجليزية. 
يعتمد الفيلم على قصة حقيقية ذكر تفاصيلها "مستر توم" فى مذكراته التي نشرها بعنوان "دروس البطريق" وقال إنه تعلم من هذا الطائر ان الحياة هي أعظم منحة من الله للكائن الحى ، ويجب أن يكافح من أجل البقاء حياً مهما واجه من صعوبات تهدد حياته، كذلك تعلم المدرس من البطريق أن يتقاسم الحياة مع الآخرين حتى لو كانوا من الكائنات الأخري، لأن البطريق فقد كل قبيلته على الشاطئ لكنه وجد في المدرس وطلابه بديلاً لأسرته وأصدقائه وعاش معهم الأيام المتبقية من حياته، وهو يدرك أن النهاية قادمة بسبب ابتعاده عن البيئة الطبيعية التي اعتاد الحياة فيها حيث البحر والاعداد الضخمة من زملائه البطاريق، ولكن الحياة تستحق أن نحياها حتى في بيئة مختلفة لانعرفها.
طائر البطريق جعل "مستر توم"  يفكر في حياته التي يعيشها ، لماذا كان يرفض الزواج وتكوين أسرة ..  وكيف يقبل الإنسان أن يعيش وحيداً ، ولو فعل كل الناس ذلك ما مصير البشرية والحضارة الإنسانية.. هل تستمر أم تصل إلى محطتها الأخيرة.
طائر بطريق وحيد كان ملهماً لمستر "توم" وتلاميذه ودفعهم جميعاً للتفكير فى مصير الوطن حيث كانت الأرجنتين تمر بمرحلة صعبة من الاضطرابات السياسية وكانت دروس البطريق كفيلة بأن تجعلهم يتمسكون بالحياة ويعيشون من أجل السعادة والتقدم.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية