صعب على الانسان أن يكتب وينعى احد اصدقاء العمر، وهو الصحفي الكبير احمد بيومي الذي رحل عن عالمنا هذا الأسبوع بعد رحلة صحفية طويلة اعتقد انه لم يحصل على التقدير الذي يستحقه الإ مرة واحدة من نقابة الصحفيين عام 1987 عندما حصل على جائزة أحسن اخراج صحفي، وكنت في ذلك الوقت البعيد "صحفي تحت التمرين" اجلس إلى جوار احمد بيومى في العدد الاسبوعي بالمبنى القديم لجريدة الجمهورية في شارع زكريا احمد، وكان استاذنا محمد أبو الحديد متعه الله بالصحة والعافية يقدم صفحة اسبوعية يعرض فيها احد الكتب السياسية الصادرة باللغة الانجليزية، وكان عنوان الصفحة "شرخ في الديمقراطية الامريكية" وعندما وصلت المادة إلى استاذي المخرج الصحفى احمد بيومى بدأ يقرأ الموضوع وطلب منى تجهيز بعض الصور التي سوف تنشر مع الموضوع ، واخترت منهم صورة بورتريه كبيرة للرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان واذا بأحمد بيومى يتأمل الصورة ثم يقوم بيديه بقطع وجه ريجان إلى نصفين بالطول ويبعد كل نصف عن الآخر وعندما اندهشت مما فعله قال: "عايز اعمل شرخ في الصورة لكي يصل معنى العنوان للقاريء قبل أن يقرأ".. وهذا ما حدث بالفعل واشترك بيومى بالصفحة في مسابقة نقابة الصحفيين وحصل على المركز الأول. 
عندما جاء يوم توزيع الجوائز أصـر بيومى على اصطحابنا معه لنستلم الجائزة في الفندق الضخم على النيل، وفي ذلك اليوم صافحنا الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل لاول وآخر مرة، واذكر عند دخول د.عصمت عبد المجيد وزير الخارجية الأسبق للقاعة أنه أصطحب معه مقعدا وأتجه للجلوس بجوارهيكل. 
كان بيومى يحرص على حضور حفلات فرقة الموسيقى العربية، ولم لا وهو عازف الايقاع الذي اعتزل مبكراً، وكان يحرص على الذهاب إلى منطقة الحسين وخان الخليلي كل عام في رمضان، وكنا نذهب للافطار هناك في سيارة الزميل الصحفي الكبير محمود امين ولا تنتهى الجولة الرمضانية حتى السحور.
ولان بيومى كان يعشق الفن كان يبدي كثيراً اعجابه بأداء الفنان الكبير صلاح منصور لدور العمدة عثمان في فيلم الزوجة الثانية .. ولاداء الفنانة سناء جميل لدور "نفيسة" في فيلم بداية ونهاية وأداء الفنان عبد الفتاح القصرى فى "لعبة الست" واداء الفنانة صفية العمرى لدور"نازك السلحدار" في مسلسل ليالي الحلمية، وقرر ذات يوم ان ينشر اعلاناً في الجريدة لشكر صفية العمرى مثل اعلانات شكر الاطباء على نجاح العمليات الجراحية ولكني اقنعته بأن ذلك لم يحدث ابداً من قبل.!
الشهر الماضي قامت السوبرانو المصرية العالمية فاطمة سعيد بأداء 3 اغان للموسيقار محمد عبد الوهاب مع اوركسترا برلين، منهم اغنية نشيد القسم كلمات الشاعر غير المعروف محمود عبد الحي ويقول مطلعها "اقسمت باسمك يا بلادي فاشهدي .. اقسمت ان احمى حماکی وافتدي" ولان بيومي كان من عشاق الموسيقار الخالد محمد عبد الوهاب كتب على الفيس بوك يشكرني لنشر ابداع فاطمة سعيد وذكرني بأن ذلك اللحن الشهير اصبح النشيد الوطني للشقيقة سوريا.
رحم الله استاذنا الفنان احمد بيومى القارئ والمستمع والمشاهد وسكرتير التحرير وصياد السمك وعازف الايقاع .. طيب القلب الذي رحل في هدوء بعد ان كان 10 شخصيات في انسان واحد.