تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

تهجير الإسرائيليين

سوف تنتهي الحرب الإسرائيلية الإيرانية مهما طال أمدها، لكن المتفحص جيدا فى تفاصيل هذه الحرب سيجد نقاطًا مهمة محورية وغير مسبوقة لعل أبرزها الآثار النفسية السيئة التي أصابت الإسرائيليين.

لم تتوقع حكومة الاحتلال أن يكون الرد الإيراني قويًا ومستمرًا على مدار عدة أيام دون انقطاع، ورغم تقديرات الخبراء والمحللين العسكريين والاستراتيجيين أن رد فعل إيران ذو تأثير أقل مما حققته إسرائيل لكنه كان موجعًا ومفاجئًا لمعظم الإسرائيليين.

وأظهرت هذه الحرب أن الشخصية الإسرائيلية لا تعرف الحد الأدنى من معنى وقيمة الانتماء للأرض والوطن، بدليل العدد الكبير من طلبات المغادرة للخارج بعد تصاعد القصف الإيراني على تل أبيب وحيفا وغيرهما.

والسؤال الذي يفرض نفسه هنا بقوة

كيف يرتبط الإسرائيلي بأرض مغتصبة من أصحابها الفلسطينيين وفى يقينه أنه سارق ومغتصب حقوق غيره ووصمات العار تلاحقه أينما حطت أقدامه، كما أنه جاء لهذا المكان بوهم تحقيق الثراء والحياة الرغدة والاستقرار.

وصدرت له حكومته المتطرفة أنه دائمًا فى أمان ولا يستطع أيًا من كان أن يمسه فهو تحت القبة الحديدية التي يصعب اختراقها.. وفجأة وسط كل هذه التطمينات وجد الإسرائيليون أنفسهم مثل الجرذان داخل الملاجئ يهربون من المواجهة، فقط يفكرون فى الحفاظ على حياتهم ولا تعنيهم الأرض التي يعيشون عليها ولو سنحت لهم الفرصة بالخروج من إسرائيل لهربوا جميعًا..

وهو ما يؤكد أن التهجير الحقيقى يجب أن يكون للإسرائيليين الذين نتمنى أن يغادروا الأراضى المحتلة ليعود الحق لأصحابه، هي أمنية صعب تحقيقها الآن لكنها ليست على الله ببعيدة.

المكاسب الإيرانية لن تكون سياسية فقط لكن نفسية، وما أحدثته الضربات الصاروخية من حالة الرعب والاضطرابات ستترك شرخا كبيرا داخل الإسرائيليين وأثرا نفسيا عميقا سيكون له تداعيات كبيرة خلال الفترة القادمة، إذ إن الكثير من الذين يفكرون فى القدوم إلى إسرائيل سيفكرون جيدا فى المخاطر التي قد تحيق بهم، كما أن عددا ليس قليلا من القاطنين حاليا مدن دولة الاحتلال سيراجعون حساباتهم وسيعيدون ترتيب أوراقهم وسيدرسون مستقبلهم وأولادهم وغالبا معظمهم سيعودون لأصولهم الأوروبية.

كما كشفت الحرب أن إسرائيل بارعة بقوة فى تكوين شبكات التجسس عن طريق زرع العملاء، واستطاعت اختراق شخصيات سياسية وعسكرية إيرانية مهمة واستهدافها ما يشير إلى أهمية الجانب المعلوماتي فى الحروب للوصول إلى النقاط الاستراتيجية، وكشفت الأيام الأولى للحرب نجاح إسرائيل بامتياز فى هذا الشأن.

أيضًا إيران تمكنت من الاستفاقة بعد الضربة الاستباقية الأولى صبيحة الجمعة قبل الماضية، واستطاعت توجيه صواريخها إلى أهداف محددة تدل على أنها تعرف الكثير من المواقع الحساسة، مثل سكن الوزراء وقادة الأجهزة الأمنية، ومعاهد البحوث التكنولوجية التي يجري فيها تطوير الكثير من الأسلحة، ومصانع تكرير البترول وإنتاج المواد الكيميائية، ومحطات الكهرباء.

وهناك ضربة إيرانية تعتم عليها إسرائيل إذ سقط صاروخ أو شظايا صاروخية على مقربة من مقر السفارة الأمريكية فى تل أبيب مما تسبب فى تحطم زجاج إحدى واجهاته.

الحرب الإسرائيلية الإيرانية مرحلة فارقة فى تاريخ المنطقة، وبعد توقفها تحتاج إلى الكثير من الدراسات السياسية والاقتصادية والنفسية.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية