تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
السلحفاة المصرية والأرنب الألمانى
مع أن السلحفاة لا يمكن أن تسبق الأرنب، إلا أن إحدى القصص الشهيرة أقنعتنا فى طفولتنا أن السلحفاة يمكنها أن تنتصر، لأن الأرنب أصيب بالغرور.
ويبدو أننا لم نلتفت للأسباب التى جعلت الأرنب يفقد فرصة الفوز، فتربينا على أن السلحفاة يمكنها الانتصار دائمًا، فصار ذلك أسلوب حياة فى كثير من المجالات، ومن أبرزها البحث العلمي، فصار الغرب يقفز بسرعة الأرنب، ونحن نسير بتمهل، كما السلحفاة، أملا فى انتصار لن يتحقق.
وتمتلئ معامل البحث العلمى المصرية بعشرات الفرص الضائعة بسبب أسلوب السلحفاة، غير أن أكثر القصص التى استفزتنى كثيرا، تلك التى تتعلق بابتكار خرج من الجامعة الألمانية بالقاهرة، ويتعلق بماكينة طباعة ثلاثية الأبعاد، تستطيع أن تزودها بعجينة يتم إعدادها من مطحون المخلفات الزراعية، لتقوم بطباعة الأثاث المنزلى بالتصميم الذى يختاره العميل.
كتبت قبل نحو أسبوعين عن هذا الاختراع، وبينما تلقى صاحبه الدكتور أحمد عبد العزيز أستاذ علوم المواد بالجامعة الألمانية بعد النشر، دعوات من وسائل إعلام للحديث باستفاضة عن اختراعه، غابت الصناعة عن المشهد تماما، وكأنها مترفعة عن الاستفادة من اختراع يمكنه أن يحقق عشرات الفرص، فهو بديل جيد عن استيراد الأخشاب، ويستخدم خامات رخيصة للغاية، وهى المخلفات الزراعية، التى تصل كميتها فى مصر سنويا إلى 40 مليون طن، نحرقها عادة، وفوق كل ذلك، فإن صناعة الأثاث بهذه الطريقة ستتم فى ساعات، بدلا من أيام.
ولأن عدم الاهتمام إلى الآن بهذا الاختراع استفزنى كثيرا، فقد أعدت التواصل مع الدكتور عبد العزيز محاولا البحث عن عذر لقطاع الصناعة، بأنه ربما تكون فكرته ناجحة معمليا، لكن عند الانتقال للمستوى الصناعى ستواجه تحديات غير مشجعة، ففاجأنى بأن هذه الماكينة تم تصنيعها ضمن مشروع مشترك مع جامعة فى ألمانيا، ووفق هذا المشروع قامت الفرق البحثية فى كلتا الجامعتين بإنشاء ماكينة للاستفادة من المخلفات الزراعية، غير أنهم فى ألمانيا حصلوا على دعم صناعى من شركة أثاث إيطالية، وينتجون الآن باستخدامها الأثاث بأحجام ضخمة، بينما لا زلنا فى مصر نتجاهل مثل هذه الأفكار.
ولهذه السبب أقول إن الألمان تحركوا بسرعة الأرنب، بينما لا زلنا نسير بسرعة السلحفاة، أملًا فى انتصار لن يتحقق.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية