تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
مصر والسعودية
فى عام 2004 وبالتحديد فى أحد أيام شهر رمضان المبارك هاتفنى الأستاذ سامى متولي، مدير تحرير جريدة الأهرام وقتها، ليخبرنى بأنه تم اختيارى لأكون مديرا لمكتب الأهرام فى المملكة العربية السعودية، رغم أنه تم إبلاغى من قبلها بأنه سيتم افتتاح مكتب لجريدة الأهرام فى بروكسل وسيتم إرسالى إليها لأكون المدير لهذا المكتب،
ولكن كانت سعادتى كبيرة عندما التقيت الأستاذ إبراهيم نافع، رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير وقتها، الذى أبلغنى ان مكتب جدة هو الأكبر والأضخم بين مكاتب الأهرام فى الخارج، نظرا للعلاقات المتميزة بين مصر والمملكة على جميع المستويات لذا فإن الاختيار لهذا المكان يجب أن يكون دقيقاً من أجل العمل فى هذا الاتجاه.
وعندما وصلت إلى المملكة وإلى مدينة جدة بالتحديد لم أشعر بأننى فى غربة بل شعرت أننى فى مصر، نظرا للترحاب والمحبة من الجميع وأيضا الجو العام الذى يشعرك بأنك فى الإسكندرية، ولم يتوقف الأمر هنا فقط بل عرفت ان مكتب الأهرام فى مدينة جدة الذى تم تأسيسه فى عام 1990 كان بأمر ملكى من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز حيث يعد المكتب الوحيد لصحيفة أجنبية داخل المملكة وتمارس فيه جميع الأنشطة من صحافة وإعلانات وتوزيع بجانب طباعة الجريدة، وذلك تقديرا للدولة المصرية والعلاقات المتميزة بين البلدين، مع تسهيل جميع الأمور من أجل تنفيذ المهام داخل المكتب.
ربما تكون هذه المقدمة شخصية ولكنها مدخل حقيقى لمسته على الأرض لمدى الاحترام المتبادل وتطابق وجهات النظر فى كل القضايا.
وإذا نظرنا فى الوقت الحالى للعلاقات المصرية ــ السعودية فيجب ان نؤكد فى البداية ان مصر والمملكة هما القوتان الفاعلتان فى منطقة الشرق الأوسط وهما الحامى الحقيقى للمنطقة من اى محاولات للعبث بأمنها بأى شكل من الإشكال وهناك دعم كبير من كل دولة لقرارات الدولة الأخري.
وهناك العديد من المواقف التى تثبت التلاحم بين البلدين، أهمها ما حدث فى حرب أكتوبر 1973 والدور السعودى المهم فى منع تصدير البترول للدول الداعمة لإسرائيل، مما كان له أكبر الأثر فى الوصول إلى وقف لإطلاق النار، والبدء فى مفاوضات السلام، كما كان أيضا للمملكة العربية السعودية دور مهم آخر بعد ثورة 30 يونيو 2013 ورفضها التام لأى محاولات غربية لفرض شروط على مصر وكانت للجولات المكوكية للأمير سعود الفيصل وقتها الأثر الكبير فى تحقيق ذلك، واستطاع الشعب المصرى أن يفرض إرادته وقتها.
على الجانب الآخر كانت مصر دائما داعمة لأمن واستقرار المملكة العربية السعودية ولا ننس تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسى عندما أكد أن أمن السعودية لا يمكن ان ينفصل بأى حال من الأحوال عن الأمن القومى المصري، وإذا حدث اى تهديد للسعودية فما هى إلا مسافة السكة لنقف بجانب الأشقاء فى السعودية، ومنذ تلك اللحظة العلاقات بين البلدين متميزة جدا ودائما هناك تطابق واضح فى وجهات النظر بين البلدين فى القضايا التى تخص منطقة الشرق الأوسط
فمثلا .. بالنسبة للقضية الفلسطينية هناك رفض كامل لأى محاولات لتهجير أهالى قطاع غزة، مع المطالبة الفورية بوقف الاعتداءات الإسرائيلية، وأن الحل الأمثل لوقف الصراع هو إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وأن يكون للشعب الفلسطينى حقه فى تقرير المصير، وهذا ما تؤكده مصر والسعودية فى جميع المحافل الدولية.
كما أن البلدين يسعيان بشكل جاد لوقف الصراعات فى دول المنطقة مثل ليبيا و السودان وسوريا ولبنان، واليمن والمجرى الملاحى فى البحر الأحمر وباب المندب،
وبالأخص البحر الأحمر الذى تؤكد الدولتان أن حماية المجرى الملاحى مسئولية الدول المطلة عليه، حيث إنه شريان حيوى ليس بالنسبة لمصر والسعودية فقط ولكن بالنسبة للتجارة العالمية.
ولا يتوقف الأمر عند العلاقات السياسية فقط ولكنها أيضا تصل إلى كل القطاعات الأخرى، ومن أهمها التعاون العسكرى بين البلدين فهناك تدريبات عسكرية مشتركة ودورية بحرية وجوية وبرية لتبادل الخبرات ، والعمل على توحيد المفاهيم وزيادة التعاون والتدريب على العمليات العسكرية المشتركة لمواجهة التنظيمات الإرهابية العابرة للحدود،
بالإضافة إلى التعاون الاقتصادى بين البلدين وزيادة التبادل التجاري، وضخ استثمارات سعودية فى مصر وخاصة فى المشروعات القومية الكبرى، حيث إن مصر أصبحت دولة جاذبة للاستثمار فى كل المجالات بعد ان وضعت بنية تحتية استثمارية قوية جعلت العديد من الدول تتجه الى الاستثمار فى مصر خلال الفترة الحالية.
ما بين مصر والمملكة علاقات تاريخية وهما يحققان الأمن والاستقرار فى المنطقة و الوقوف أمام كل من يسعى إلى تهديد الأمن والاستقرار فى المنطقة، والحفاظ على الوحدة العربية ومواجهة التحديات الجسام ومنع تقسيم الدول ومحاولة إضعافها، لتبقى مصر والسعودية الحراسيان وجناحى الأمان للأمة العربية.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية