تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
الديمقراطية المزعومة والإرهاب
هل كانت حقا الولايات المتحدة تعمل على أن تكون العراق واحة للحرية والديمقراطية كما صرحت كوندليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية إبان غزو القوات الأمريكية للعراق عام 2003، وهل الدعم الأمريكي اللامحدود لما سمي بثورات الربيع العربي كان الهدف منها تغير الأنظمة وأن تحصل شعوب المنطقة على الحرية والديمقراطية كما ادعت وقتها؟، أم أنها كانت تعلم أن ما يحدث سيفجر حالة من الفوضى في المنطقة، مع انتشار الجماعات والتنظيمات الإرهابية، وحدوث حالات الفوضى والدمار التي تطال هذه الدول حتى يومنا هذا ولم يحدث الاستقرار، بل خلفت مئات الآلاف من القتلى والتدمير ومحاولات تقسيم الدول في المنطقة، ليكون للولايات المتحدة في النهاية الكلمة العليا ويدين لها الجميع بالولاء، وتصبح هي المانح والمانع للحياة في تلك الدول.
أنا هنا لا أدين الولايات المتحدة في فكرها فمن حقها أن تخطط، ولكن الإدانة الحقيقية للشعوب التي تركت تلك الخطط تنفذ على يد أبنائها وفتحت المجال للمزيد من الدماء ودخول وتغلغل التنظيمات والجماعات الإرهابية في الدول، مع تغييب كامل للعقل والمنطق في المحافظة على الأمن القومي للدول لتصبح بين عشية وضحاها من دول قوية الى دول هشة تستجدي الحماية والطعام والآمان.
البداية الحقيقية لما يحدث في المنطقة كان مع غزو واحتلال دولة العراق من قبل القوات الأمريكية، واستقبال الشعب العراقي تلك القوات وكأنها جاءت لتحرر البلد من الاحتلال، ولكن دخولها كان إيذانا بتحويل المنطقة لحالة من الفوضى وانتشار الجماعات والتنظيمات الإرهابية وعدم استقرار المنطقة ككل منذ ذلك التاريخ وحتى الآن، فمع أول قرار للحاكم المدني الأمريكي بول بريمر بحل الجيش الوطني العراقي في سابقة لم تحدث في التاريخ لأي دولة، بدأت التشكيلات المسلحة في العراق، فهناك ضباط وجنود يحملون سلاحهم ولم يتم تسليمه تم قطع مرتباتهم وأصبحوا بلا مورد للرزق، فتم البدء الفوري في تشكيل مجموعات تحت مسمى مقاومة الاحتلال، وانضم إليهم عدد كبير من أبناء الشعب، ولأن بالعراق طائفية سنية وشيعية، بدأ الصراع بين الطرفين، مما جعل البيئة خصبة لتنظيمات وجماعات إرهابية للدخول الى العراق بعد إعادة انتشارهم من جديد، بدأت بتنظيم الجهاد، ثم التوحيد والجهاد بقيادة أبو مصعب الزرقاوي، وصولا الى إعلان الدولة الإسلامية بقيادة أبو عمر البغدادى، حتى ظهرت داعش عام 2006، ومن عام 2003 تدمرت أجزاء عديدة من مدن العراق وقتل مئات الآلاف من المدنيين .. النساء والأطفال والشيوخ، وبدأ القتل على الهوية، والتصفية الجسدية، وعندما وجدت القوات الأمريكية أنها غير قادرة على تحقيق الأمن والاستقرار في العراق تركته وغادرت، وكأنها لم تفعل شيئا لكنها المساهم الأكبر فيما حدث في هذه الدولة.
ولم يتوقف الوضع على العراق فقط بل امتد الى باقي الدول العربية فيما سمي بثورات الربيع العربي، التي خلقت مجالا أوسع للتنظيمات والجماعات لتتوغل داخل العديد من الدول العربية في ظل حالة الفراغ الأمني وتغييب الشعوب، هذا ما حدث في كل الدول التي طالها الربيع العربي، فمثلا في مصر انقضت جماعة الاخوان الإرهابية على الحكم بل أنها تحالفت مع تنظيمات إرهابية وقامت بدعمهم للتوطين داخل سيناء، مثل داعش وأنصار بيت المقدس، معتقدين أنه بالتحالف مع تلك الجماعات ستكون الأخوان في مأمن من الشعب المصري مع الدعم لتنفيذ عمليات عسكرية ضد القوات المسلحة والشرطة المدنية، ومحاولة أنهاك الجيش والشرطة في تلك المواجهات، الا أن الشعب المصري فطن لتلك الخطة واستطاع ان يقيل تلك الجماعة بثورة شعبية ضخمة لم يسبق لها مثيل، وبدأ الجيش والشرطة في تطهير البلاد من التنظيمات الإرهابية ليتم القضاء عليها.
وبالنسبة لليبيا ومنذ عام 2011 وحتى الآن لم تشهد الاستقرار بسبب التنظيمات الإرهابية والتدخلات الأجنبية، فهناك تنظيمات أنصار الشريعة وداعش، من اجل تحقيق عدم الاستقرار في البلاد، ولا يمكن أن ننسى تدخلات حلف شمال الأطلنطي بتدخله بتنفيذ ضربات عسكرية جوية ضد الجيش الليبي وإسقاط السلاح على تلك الجماعات حتى تفاقم الوضع حتى الآن.
وهناك بالتأكيد سوريا التي عانت كثيرا جراء التنظيمات الإرهابية وتغلغلها في الأراضي السورية، وصولا إلى حالة الدمار وهروب الملايين من المواطنين إلى دول أخرى جراء ما يحدث وانهيار تام في البنية التحتية، وطبعا لا يمكن ان نبتعد عن اليمن والصومال وما يحدث في تلك الدولتين بسبب تغلغل تلك التنظيمات.
إننا أمام يقين أن الجماعات والتنظيمات الإرهابية التي توغلت في المنطقة والمدعومة أيضا بالسلاح والعتاد هي أدوات واضحة وعميلة تنفذ أجندات غربية من أجل إنهاك الدول وضرب الاستقرار، وحتى تكون إسرائيل هي الدولة القوية التي يمكن ان تتغلغل في العديد من الدول دون أية مقاومة من تلك الجماعات، بل وتضم أراضي جديدة لها، والخطة وضحت والمنفذ وضح أيضا.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية