تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
فهم السودان
من أفضل الكتب التى تركها لنا الراحل حلمى شعراوى: تاريخ السودان الحديث, تأليف روبرت كولينز الباحث البريطانى، وهو الذى بدأ السودان يستقطب اهتمامه فى العام الأكاديمى فى دارتمو كوليدج عندما كتب أطروحة (الدراسات العليا فى التاريخ عن أمين باشا) إدوارد شنيتزر وإدارته لإقليم الاستوائية فى أعالى وادى النيل إبّان الحكم العثمانى- المصرى. وحين ذهب إلى السودان لاستكمال بحثه بعد مرور عدة شهور من استقلال السودان أول يناير 1956. وعلى مدى خمس عشرة سنة متصلة كان يعود إلى السودان بانتظام ليعيش ويتجول فى كل جزء من أجزاء هذا البلد الواسع لكى يجرى بحوثه التاريخية فى الأرشيفات وفى الميدان. وخلال العقود الأولى من انشغاله بالسودان كان بإمكانه التنقل دون أى عائق. كتب مقدمة الكتاب الكاتب الكبير الراحل حلمى شعراوى الخبير فى شئون إفريقيا، والذى فقدنا برحيله مرجعا مهما فى شئون السودان وإفريقيا بشكل عام. الكتاب ترجمه مصطفى مجدى الجمال وصدر فى مصر عام 2010 وهو كتاب مرجعى مهم يمكن قراءته مع الوضع فى الاعتبار حساسيات الكاتب الذى جاء من دولة إمبريالية لعبت أدوارا مهمة فى استعمار السودان ومصر والكثير من دول ما كان يسمى بالعالم الثالث. يعد التأريخ للسودان عملا فى موضوع حافل ومعقد، فهو يمتد من مملكة كوش 2500 قبل الميلاد- 350بعد الميلاد إلا أن تاريخ السودان المستقل حاز على اهتمام الأثريين والمؤرخين أيضًا بيد أن أى محاولة لفهم السودان اليوم يجب أن تقوم على البحث فى وقائع المائتى عام الأخيرة. نحن فى حاجة إلى مزيد من القراءة فى العمق لفهم التطورات التاريخية لهذا البلد الشقيق الذى تؤثر تطورات الأوضاع فيه علينا بشدة.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية