مستقبل قطاع غزة جزء لا يتجزأ من القضية الفلسطينية، فرغم أن يمين إسرائيل بالتحديد مهتم أكثر باليهودا والسامرة ولهذا يلتهمون الضفة عبر استيطان ممنهج، إلا أنهم يدركون أن غزة وبقاءها يضر بمشروعات التوسع بالضفة ولهذا يتم تضييق الخناق على القطاع.

نتنياهو يريد اتفاق من مرحلة أولى فقط ما يضمن له حصد مكاســب يغازل بها الشــــارع الإسرائيلي المحتقن والمشتعل كالنار تحت الهشيم، بينما يخشي المرور للمرحلة الثانية من اتفاق إنهاء الحرب حتى لا يثير هذا سخط اليمين المتطرف فى إسرائيل ما قد يهدد استمرار الحكومة،

لهذا يحاول الذهاب مسرعا نحو انتخابات مبكرة تضمن له استغلال تلك المرحلة والفرار من المحاكمة أطول وقت ممكن، ترامب على الجهة الأخرى يدرك أن نتنياهو حبيس مخاوفه المتعلقة بالمحاكمة بتهم الفساد، ولهذا تحدث الرئيس الأمريكي مع الرئيس الإسرائيلي بل صرح بشكل مباشر عدة مرات بشأن وقف تلك المحاكمات والعفو عن نتنياهو،

وهذا إدراكا من الرئيس الأمريكي أن المرور إلى المرحلة الثانية من الاتفاق مرهون بتحقيق تأمين مستقبل نتنياهو السياسي، بعيدا عن كون هذا ممكنا فمستقبل الإقليم أهم بكثير من نتنياهو بل ربما يشعل هذا خلافا مستقبليا بينه وبين ترامب فى حال استمرار التعنت بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق ما قد يدفع الإدارة الأمريكية لبحث عن بديل أكثر مرونة لحكم إسرائيل.

المرور للمرحلة الثانية من اتفاق وقف الحرب فى غزة مسألة وقت خاصة فى ظل إرادة دولية وعمل مصري مخلص مدافع عن حق الشعب الفلسطيني فى الحياة ودولته المستقلة،

ما يبعث هذا الأمل كون القاهرة تعمل على خطط واقعية سواء لمستقبل إدارة القطاع أو إعادة الإعمار، وقد نجحت مصر فى إقرار الاتفاق وستنجح بعون الله فى المرور إلى المرحلة الثانية منه بنجاح بما يحقق المصلحة الفلسطينية أولا.