مفاجأة سارة بلا شك للملايين من عشاق نجمنا الكبير محمد صلاح حيث تم الإعلان رسمياً عن ترشيحه لجائزة أفضل رياضى فى العالم هذا العام مع خمسة رياضيين آخرين لا يضمون من عالم كرة القدم إلا اللاعبة الإسبانية ماريونا كالدينى عن كرة القدم النسائية. المفاجأة بالطبع أن الترشيح يأتى بعد أيام من انفجار أزمته مع مدربه «سلوت» وتوتر علاقته مع المسئولين فى ناديه «ليفربول». فى ظروف أخرى لن يكون هناك مجال للحديث عن «مفاجأة»!!

فصلاح ـ كما تقول هيئة الإذاعة البريطانية نفسها ـ هو «الملك المصرى الذى قدم موسماً إعجازياً سجل فيه ٢٩ هدفاً فى الدورى الإنجليزى الأقوى فى العالم، وحطم العديد من الأرقام القياسية حيث قاد ليفربول للفوز بلقب الدورى، وأصبح أول لاعب يجمع بين الحذاء الذهبى لأفضل الهدافين وجائزة أفضل صانع ألعاب وجائزة أفضل لاعب فى الدورى الإنجليزى فى موسم واحد. وليتم اختياره كأفضل لاعب للمرة الثالثة من رابطة المحترفين وأيضاً من رابطة كتاب كرة القدم.. سجل من الصعب تحقيقه إلا من لاعب من طراز فريد مثل «مو صلاح» مازال يملك الطموح والشغف لتحقيق المزيد من النجاحات التى ما كان لها أن تتم بالموهبة وحدها، وإنما أيضاً بالجهد الخارق والتدريب الجاد والإدارة الذكية للموهبة بعيداً عن التعادل والغرور.
 

لهذا كان يبدو غريباً أنه فى الوقت الذى كان أبرز خبراء الكرة يبدون تعجبهم الشديد من أن تذهب آخر نسخة من الكرة الذهبية إلى لاعب آخر غير صحيح.. كنا نرى حديثاً متصاعداً من البعض يحاول تحميل صلاح مسئولية تراجع فريق «ليفربول» هذا الموسم (!!) وكأنه هو المسئول عن بيع وشراء اللاعبين وعن إدارتهم، وعن تدريب الفريق وخلق التجانس بين لاعبيه (!!) وكأنه هو المسئول عن تحويل دفاع ليفربول إلى شوارع مفتوحة وتراجع مستوى كل اللاعبين بلا استثناء (!!)

الانفجار العلنى لغضب صلاح يبقى حدثاً استثنائياً من لاعب يظل دائماً نموذجاً فى الالتزام داخل وخارج الملعب. كنت دائماً مع استمرار صلاح فى ليفربول، لكن يبدو أن هناك من لا يريد مصلحة صلاح ولا مصلحة ليفربول. أثق فى أن صلاح سيتعامل مع الأزمة الحالية على أنها تحدٍ جديد فى مسيرة ينبغى أن تستمر فى العطاء الجميل. سيكون رائعاً أن يتوج «مو صلاح» كأفضل رياضى فى العالم هذا الموسم بينما هناك من يرى أن مكانه هو «دكة الاحتياطى».. لنكون أمام كوميديا الموسم.. فى عالم كرة القدم الملىء بالعجائب والألغاز!! .