تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > جلال عارف > ماذا‭ ‬بعد‭ ‬تفجيرات‭ ‬لبنان؟‭!‬

ماذا‭ ‬بعد‭ ‬تفجيرات‭ ‬لبنان؟‭!‬

لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬ولبنان‭ ‬الشقيق‭ ‬كله‭ ‬يواجهون‭ ‬أحد‭ ‬أكبر‭ ‬التحديات‭ ‬فى‭ ‬صراعهم‭ ‬مع‭ ‬العدو‭ ‬الإسرائيلى‭.‬

الضربة‭ ‬الإرهابية‭ ‬التى‭ ‬تمت‭ ‬بتفجير‭ ‬آلاف‭ ‬أجهزة‭ ‬الاتصال‭ ‬الشخصى‭ ‬تمثل‭ ‬اختراقاً‭ ‬أمنياً‭ ‬خطيراً‭ ‬لأجهزة‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬التى‭ ‬تتميز‭ ‬بقوة‭ ‬جناحها‭ ‬المخابراتى‭ ‬من‭ ‬ناحية،‭ ‬وبكفاءة‭ ‬عناصرها‭ ‬فى‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬التطورات‭ ‬التكنولوجية‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى‭.. ‬لهذا‭ ‬يفرض‭ ‬هذا‭ ‬الانكشاف‭ ‬الأمنى‭ ‬مراجعة‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الحركة‭ ‬قد‭ ‬بدأتها‭ ‬على‭ ‬الفور‭. 

هذا‭ ‬الخلل‭ ‬الأمنى‭ ‬لا‭ ‬ينفى‭ ‬مطلقاً‭ ‬أننا‭ ‬أمام‭ ‬عمل‭ ‬إرهابى‭ ‬يضاف‭ ‬إلى‭ ‬قائمة‭ ‬العار‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬التى‭ ‬تتعامل‭ ‬مع‭ ‬قتل‭ ‬عشرين‭ ‬ألف‭ ‬طفل‭ ‬فلسطينى‭ ‬فى‭ ‬العدوان‭ ‬على‭  ‬غزة‭ ‬على أنه مصدر‭ ‬فخر‭ ‬لجيش‭ ‬إسرائيل،‭ ‬والتى‭ ‬لا‭ ‬تفرق‭ ‬بين‭ ‬استهداف‭ ‬مقاتل‭ ‬واستهداف‭ ‬المرضى‭ ‬والأطباء‭ ‬فى‭ ‬مستشفى‭. ‬

هكذا‭ ‬كان‭ ‬الأمر‭ ‬فى‭ ‬جريمة‭ ‬تفجير‭ ‬أجهزة‭ ‬‮«‬البيجر‮» ‬‭ ‬دليلاً‭ ‬جديداً‭ ‬على‭ ‬إرهاب‭ ‬سيتم‭ ‬الرد‭ ‬عليه‭ ‬حتماً‭  ‬وسيبقى -‭  ‬بعد‭ ‬الرد‭ - ‬جريمة‭ ‬فى‭ ‬حق‭ ‬الإنسانية‭ ‬لا‭ ‬تسقط‭ ‬بالتقادم‭ ‬مهما‭ ‬تأخرت‭  ‬العدالة‭ ‬فى‭ ‬قول‭ ‬كلمتها‭.‬

واضح‭ ‬ان‭ ‬الجريمة‭ ‬يخطط‭ ‬لها‭ ‬من‭  ‬فترة‭ ‬طويلة، وأن‭ ‬الأجهزة‭ ‬التى‭ ‬انفجرت‭ ‬وصلت‭ ‬الى‭  ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬منذ‭ ‬شهور‭ .. ‬وفى‭ ‬تقديرى‭ ‬أن‭ ‬تفجير‭ ‬أجهزة‭ ‬الاتصال‭ ‬الشخصى‭ ‬كان‭ ‬يفترض‭ ‬أن‭ ‬يستبق‭ ‬مباشرة‭ ‬العمل‭ ‬العسكرى‭ ‬الأساسى‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬إسرائيل‭  ‬للاستفادة‭ ‬من‭ ‬حالة‭ ‬الإرباك‭ ‬التى‭ ‬تسببها‭ ‬الانفجارات‭ ‬لكن‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬الجيش‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬جاهزاً‭ ‬للعملية‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬مخاوف‭ ‬ثارت‭ ‬لدى‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬من‭ ‬انكشاف‭ ‬عملية‭ ‬تفخيخ‭ ‬أجهزة‭ ‬الاتصال‭ ‬الشخصى‭ ‬فسارعوا‭ ‬بتنفيذها‭!!‬

على‭ ‬العموم‭.. ‬الوقت‭ ‬مازال‭ ‬مبكراً‭  ‬للكشف‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬أسرار‭ ‬العملية‭ ‬الإرهابية‭ ‬وبعض‭ ‬هذه‭ ‬الأسرار‭ ‬سيبقى‭ ‬فى‭ ‬الملفات‭ ‬المحجوبة‭ ‬طويلاً‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬العملية‭ ‬هى‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬حرب‭ ‬مازالت‭ ‬مشتعلة، ومرشحة‭ ‬للتصعيد‭

. ‬واضح‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬لن‭ ‬تتوقف‭ ‬عن‭ ‬سعيها‭ ‬لتوسيع‭ ‬الحرب‭ ‬وتفجير‭ ‬المنطقة‭ ‬واستدعاء‭  ‬التدخل‭ ‬الأمريكى‭ ‬المباشر‭. ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬قنوات‭ ‬الاتصال‭ ‬بين‭ ‬طهران‭ ‬وواشنطن‭ ‬مازالت‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬استمرار‭ ‬تجنب‭ ‬هذا‭ ‬الصدام‭ ‬الذى‭ ‬تسعى‭ ‬إليه‭ ‬إسرائيل‭ ‬لكن‭ ‬السؤال‭ ‬يبقى‭: ‬إلى‭  ‬متى‭ ‬؟‭!‬

أمريكا‭ ‬نفت‭ ‬أى‭ ‬صلة‭ ‬لها‭ ‬بالعملية‭ ‬الإرهابية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬لكنها‭ ‬فى‭ ‬نفس‭ ‬الوقت ‭ - ‬تواصل‭  ‬التعهد‭ ‬بالدفاع‭ ‬عن‭ ‬اسرائيل‭.. ‬أى‭ ‬إنها‭ ‬لا‭ ‬ترى‭ ‬بأساً‭ ‬أن‭  ‬تعربد‭ ‬اسرائيل‭ ‬فى‭ ‬المنطقة ‬كما‭ ‬تشاء،‭ ‬وهى‭ ‬مطمئنة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ترسانة‭ ‬أمريكا‭ ‬العسكرية‭ ‬كلها‭ ‬جاهزة‭ ‬لصد‭ ‬أى‭ ‬رد‭ ‬على‭ ‬اعتداءاتها‭ (!!).. ‬

هى‭ ‬معادلة‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬ممكناً‭ ‬أن‭ ‬تستمر‭ ‬لأنها‭ ‬لا‭ ‬تعنى‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬أمريكا‭ ‬‮«‬شريكة‮»‬‭ ‬فى‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬إرهاب‭ ‬دولة‭ ‬أصبحت‭ ‬خطراً‭ ‬على‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم‭ ‬وتهديداً‭ ‬لمصالح‭ ‬أمريكا‭ ‬نفسها‭!!‬

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية