بدخول اتفاق وقف إطلاق النار فى لبنان مرحلة التنفيذ تبدأ مرحلة جديدة تحتاج ــ قبل كل شىء ـــ إلى وحدة القوى الوطنية لمواجهة التحديات الكبيرة والعبور بلبنان إلى بر الأمان..

صمود لبنان فى وجه العدوان الإسرائيلى هو الذى فرض إيقاف إطلاق النار.

رغم كل الخلافات بين القوى السياسية لم تنجح محاولات جر البلاد الى الفتنة الداخلية . الظروف القادمة قد تكون أصعب رغم الاتفاق لأن المهام الوطنية عديدة وعاجلة وضرورية، ولأن المخاطر لم تنته، والعدو سيظل يأمل أن ينجح بالتآمر فى تحقيق ما لم يحققه بالسلاح!!

العودة للجنوب بدأت على الفور رغم المخاطر، ورغم الدمار الذى سيأخذ إصلاحه وقتاً وجهداً كبيراً. بقايا جنود إسرائيل سيرحلون تماماً قبل مهلة الشهرين بكثير، وجيش لبنان سيكون على الحدود مدعوماً من كل القوى ..

لكن المهام الوطنية أكبر بكثير فى هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ لبنان، وحدة الصف الوطنى هى القادرة على حماية سيادة لبنان، وعلى إلزام العدو بكل التزاماته وأولها وأهمها الالتزام الكامل بالاتفاق الأخير  وبالقرار (١٧٠١) الذى يستوجب تحرير كل التراب اللبنانى حتى الحدود الدولية وليس الخط الأزرق فقط.
 

ولاشك أن شعب لبنان  الشقيق الذى عانى كثيراً وصمد طويلاً يستحق من قواه السياسية أن تكون كلها فى مستوى التحديات، وأن تمضى بقوة نحو استعادة الاستقرار السياسى. استكمال استحقاق انتخاب رئيس الجمهورية بالتوافق  الوطنى وبعيداً عن أى تدخل أجنبى سيكون إشارة للجميع بأن لبنان مصمم على أن يكون جديراً بتضحيات شعبه وصموده العظيم، وأن يظل سيداً على أرضه وقادراً على هزيمة كل من يراهنون على اختراق وحدته الوطنية ومؤامراتهم التى لن تنتهي!!

يبقى أن ما قدمه لبنان المقاوم فى المعركة الطويلة ضد العدو الإسرائيلى هو الذى أرغم العدو على التراجع وأن صواريخ المقاومة على تل أبيب، وبقاء  نصف إسرائيل فى الملاجئ وإدراك إسرائيل لحقيقة وصول الصواريخ لغرفة نوم نتنياهو..

كل ذلك كان إعلاناً مبكراً بهزيمة العدوان الإسرائيلى الذى كان يهدد بتحويل لبنان إلى غزة أخرى، والذى يواجه اليوم (هو وكل من يدعمونه) السؤال الكبير: هل حان الوقت أيضاً لإنهاء حرب الإبادة فى غزة؟!

العالم كله يطالب بذلك ويدرك أنه لا استقرار ولا سلام فى المنطقة إلا بإنهاء الاحتلال الإسرائيلى وقيام دولة فلسطين، بينما إسرائيل مازالت تعيش أوهام التوسع ، وأمريكا تتحدث عن التطبيع المجانى !!