عامان على حرب الإبادة الإسرائيلية التى لامثيل لبشاعتها.

كان نتنياهو يبنى حساباته على أن يجىء هذا اليوم وقد حقق «النصر المطلق» الذى يزعم أنه هدفه الذى لن يحيد عنه. قاوم نتنياهو كل محاولات إيقاف المذابح التى أودت به إلى الجنائية الدولية وأخذت إسرائيل إلى قفص الاتهام فى محكمة العدل الدولية وعند شعوب العالم ومعظم حكوماته. رفض كل اعتراضات قياداته العسكرية والأمنية على استمرار المذابح ولم يستمع لكل نداءات عائلات الأسرى والرهائن خوفاً على أبنائهم من نتائج حرب لا هدف لها! إلا القتل والدمار!!

كانت كل حسابات نتنياهو أنه سوف يسكت الجميع بتحقيق النصر المطلق حتى ولو على حساب من تبقى من رهائن أحياء لم يضعهم فى حساباته يوماً وهو ينسف كل فرصة للتهدئة ويسقط كل صفقة لاستعادتهم «!!».

ومع ذلك ورغم التصعيد الجنونى فى حرب الإبادة كان على نتنياهو أن يواجه الحقيقة المرة وهو يرى مخططاته فى غزة تتعثر مع الصمود الأسطورى لشعب فلسطين ومع الرفض العالمى لجرائم إسرائيل، ومع انحياز كل العالم للحق الفلسطينى، والعزلة الكاملة للكيان الصهيونى. ثم فى النهاية - مع إقرار الحليف الاكبر بصعوبة موقف إسرائيل وتأكيد الرئيس ترامب على أن «نتنياهو» ذهب بعيداً جداً فى غزة، وإسرائيل فقدت الكثير من الدعم العالمى».

بعد عامين من حرب الإبادة يدور التفاوض الجاد حول الاقتراح الأمريكى فى شرم الشيخ لتحرير الرهائن وتبادل الأسرى بالتفاوض وليس بالإبادة ولإيقاف الحرب وبدء الانسحاب وليس النصر المطلق!! ويصبح ما بعد الحرب شأناً فلسطينياً تدعمه إرادة عربية وتأييد دولى لغزة متحررة من الاحتلال وجزء لا يتجزأ من دولة فلسطين المستقلة والموحدة.

 هذه هى صورة المشهد الذى سيظل نتنياهو ينكره لأن الاعتراف يعنى الهزيمة وسيظل هو وحلفاؤه يقاومون حتى النهاية، المهم الآن توحيد الجهد الوطنى الفلسطينى أولاً، واستمرار التنسيق العربى والضغط الدولى لردع إسرائيل وفرض الشرعية الدولية وتطوير الموقف الأمريكى الذى لن يضحى بالمصالح الأمريكية من أجل نتنياهو ولن يتجاهل أن أغلبية الشعب الأمريكى ترفض الانحياز لإسرائيل ولا تقبل استمرار تمويل حرب الإبادة ضد الفلسطينيين.

فى آخر تجليات الجنون الإسرائيلى، يقول نتنياهو إنه يحارب ويضحى من أجل حماية أمريكا والأمريكيين!!

مجرم الحرب معذور، فقد أصبح عبئاً ثقيلاً على أهم وآخر الحلفاء!!