لم تتخذ قمة الدوحة التدابير التنفيذية المطلوبة لمواجهة الموقف الدقيق الذى تمر به المنطقة، لكنها بلا شك قطعت خطوة هامة على هذا الطريق. القمة العربية الإسلامية - فى الظروف التى تمت بها-  تستعيد الخط الصحيح فى مواجهة إسرائيل باعتبارها الخطر الأساسى والداهم على كل دول المنطقة وليس على فلسطين فقط، وتضع بذلك كل الدول العربية والإسلامية أمام مسئوليتها، كما تضع كل دول العالم أمام الاختيار الضرورى بين دعم الجنون الإسرائىلى وجرائمه النازية، أو الوقوف مع الشرعية الدولية وإيقاف حرب الإبادة وحصار الجوع ومخططات التهجير وفرض السلام العادل الذى يعيد الحق الفلسطيني ويحاكم مجرمي الحرب الإسرائيليين على كل جرائمهم.

خطاب الرئيس السيسى فى المؤتمرجاء تأكيدا للرؤية المصرية الواضحة والحاسمة فى مواجهة العربدة الإسرائيلية التى تجاوزت أى منطق سياسى أو عسكرى وتخطت كلها الخطوط الحمراء.

وفي مواجهة المخاطر جاء التأكيد المصرى على ضرورة إنشاء آلية عربية اسلامية تمكن الجميع من مواجهة التحديات الكبرى الأمنية والسياسية والاقتصادية.

ثم جاءت الرسالة الأوضح مع تأكيد الرئيس السيسى للدول المجتمعة فى قمة الدوحة بأننا يجب أن نغير مواقعنا من نظرة العدو نحونا، ليرى أن أى دولة عربية مساحتها ممتدة من المحيط إلى الخليج ومظلتها متسعة لكل الدول الاسلامية.. ورغم الصياغة شديدة الدبلوماسية فإن الرسالة وصلت حتما إلى «العدو»!!

الرسالة الأخرى التى لا تقل أهمية كانت لكل الإسرائيليين ليدركوا حجم الخطر. قال الرئيس السيسى: إن ما يجرى حاليا يقوض مستقبل السلام، ويهدد أمنكم وأمن جميع شعوب المنطقة ويضع العراقيل أمام أى فرص لاتفاقيات سلام جديدة.. بل ويجهض اتفاقات السلام القائمة مع دول المنطقة، وحينها ستكون العواقب وخيمة.. العربدة الإسرائيلية تهدد سلام المنطقة كلها، لكنها أيضا تقود إسرائيل إلى كارثة غير مسبوقة، وعلى الإسرائيليين أن يختاروا بين طريقين لا يلتقيان: عداء مع المنطقة والعالم.. أو سلام عادل لن يتحقق إلا بإنهاء الاحتلال والخضوع للشرعية الدولية والاعتراف بالحق الفلسطينى.

رسائل مصر في قمة الدوحة تضع الجميع أمام مسئولياتهم بعد أن تخطت العربدة الإسرائيلية كل الخطوط الحمراء!!