تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > جلال عارف > رسالة أمريكية.. ليتنا نصدقها؟!

رسالة أمريكية.. ليتنا نصدقها؟!

كشفت واشنطون عن رسالة مهمة بعث بها وزيرا الدفاع والخارجية الأمريكيان إلى إسرائيل حول الظروف الإنسانية الحرجة التى يعيش فيها سكان غزة بسبب سياسة التجويع التى تفرضها إسرائيل، ويطلبان تعديل الأوضاع وإزالة القيود على دخول المساعدات خلال ثلاثين يومًا وإلا فسوف تكون هناك آثار على السياسات الأمريكية تجاه إسرائيل خاصة فيما يتعلق بما يفرضه القانون الأمريكى من حظر لإرسال المساعدات العسكرية للدول التى تعوق إيصال المساعدات الإنسانية الأمريكية.

رسالة مهمة وتحذير خطير كان يمكن أخذهما بالفعل على محمل الجد فى ظروف أخرى»!!»..

لكن الأمر يختلف عندما يتم الكشف عن الرسالة فى نفس يوم الإعلان عن إرسال بطاريات صواريخ «ثاد» والأطقم الأمريكية التى تقوم بتشغيلها إلى إسرائيل لتتمكن من العربدة العسكرية فى المنطقة بينما تتولى أمريكا مسئولية الدفاع عنها!!
 

والأمر يختلف.. عندما نتذكر أننا ـ على مدى عام كامل ـ سمعنا الكثير من واشنطون عن ضرورة إدخال المساعدات الغذائية والدوائىة إلى غزة، وعن رصيف مائى وإمداد جوى لإنقاذ أكثر من مليونى فلسطينى تحت الحصار والقتل.. ولم تكن النتيجة إلا ما نراه وما تشكو منه الرسالة الأمريكية من أوضاع إنسانية بائسة وحرب تجويع مستمرة وحصار مميت على شمال القطاع!!

والأمر يختلف أيضا.. حين يتم ذلك فى نفس الوقت الذى يشاهد العالم فيه المحارق الجديدة التى تقيمها إسرائيل فى غزة والخيام المشتعلة التى قصفها الإسرائيليون بمن فيها من الأطفال والنساء النازحين.. مشاهد تروع العالم كله وتذكره بالنازية الصهيونية وجرائمها التى لا تتوقف، وتذكره أيضا بأن السلاح الأمريكى لم يتوقف عند التدفق لتستخدمه إسرائيل فى حرب الإبادة ضد الفلسطينيين والتى تنقلها الآن ـ وبرعاية أمريكية ـ إلى لبنان الشقيق!!

ولنتذكر. فى فبراير الماضى أصدر الرئيس بايدن مذكرة أمن قومى تلزم الخارجية الأمريكية بتقديم تقرير دورى إلى الكونجرس حول ضمان استخدام إسرائيل للأسلحة الأمريكية دون انتهاك للقانون الأمريكى أو الدولى.. بعد شهور كان تقرير الوزير بلينكن يقر ويعترف بأن إسرائيل ربما انتهكت القانون الدولى الإنسانى فى استخدامها للسلاح الأمريكى، وبأنها لم تتعاون بصورة كاملة مع الجهود المبذولة لإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة.. ثم ماذا بعد؟!

لا شيء.. فالوزير بلينكن وبموضوعية صهيونية مبدعة يقرر «إن هذا لا يرقى إلى انتهاك للقانون الأمريكى».. ليستمر تدفق أسلحة القتل لإسرائيل، وحصار الجوع على الفلسطينيين!!

فى كل الأحوال.. مهلة الثلاثين يومًا تنتهى مع انتخابات أمريكا، وكل شيء مرهون بهذه الانتخابات حتى تتم.. فلننتظر لنرى!!
 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية