تغامر الولايات المتحدة بكل ما تبقى فى رصيدها ومكانتها لدى العالم حين تضع كل إمكانياتها فى الحرب ضد شعب فلسطين ولدعم الجرائم النازية التى ترتكبها آلة القتل الإسرائيلية بسلاح أمريكا وحمايتها (!!) ولا تكتفى الولايات المتحدة بما تقدمه لمجرمى الحرب الإسرائيليين فى حرب الإبادة التى تشن على غزة، وإنما تقود بنفسها الحرب لتعطيل العدالة الدولية حتى لا تحاكم الكيان الصهيونى على جرائمه، وتضرب كل المنظمات الدولية التى ترفض العدوان النازى على شعب فلسطين، وتعادى الأمم المتحدة لأنها تتمسك بالقانون الدولى والشرعية الدولية، وتحاول الآن بكل الوسائل أن تقف ضد إعصار الاعتراف الدولى بفلسطين وعرقلة الدورة الاستثنائية للأمم المتحدة التى ستشهد إجماعا دوليا على إعلان استقلال فلسطين ودعم الحل السياسى وحل الدولتين.
بعد القرار الأمريكى البائس بعدم منح الرئيس الفلسطينى وكبار القادة الفلسطينيين تأشيرات الدخول للمشاركة فى اجتماعات الأمم المتحدة فى انتهاك فاضح لكل القوانين والاتفاقيات الدولية، توسع واشنطن حملتها فتمنع منح أى تأشيرة لفلسطينى يحمل جواز سفر من السلطة الفلسطينية فى إعلان فاضح بالعداء لفلسطين وشعبها ولكل ما يجسد الحق الفلسطينى فى تقرير المصير وبناء الدولة على كامل الأرض الفلسطينية فى غزة والضفة والقدس العربية.
تقف واشنطن «للأسف الشديد» فى المكان الخطأ من التاريخ. لا تدرك أنها تفقد ما تبقى لها من مكانة دولية حين تصبح الراعى الرسمى لكل جرائم إسرائيل النازية، وحين تقف معزولة عن العالم الذى كانت تقوده. ستخسر أمريكا حربها إلى جانب إسرائيل كما خسرت كل الحروب التى خاضتها بعد الحرب العالمية الثانية. وستخسر أيضا النظام الدولى الذى أقامته ليساند قيادتها على مدى ثمانين عاما والذى تقوم الآن بضرب كل مؤسساته وعلى رأسها المنظمة الدولية الأهم «الأمم المتحدة»!!
سوف تخسر أمريكا (ومعها إسرائيل) هذه الحرب، وسوف تنتصر دول العالم لفلسطين وللقانون والعدالة الدولية.. لكن واشنطن ستنجح «رغما عنها!!» فى الإسراع بوضع نهاية للنظام الدولى الذى سمح لها بأن تكون صاحبة القرار منذ الحرب العالمية الثانية، لكى يأتى نظام أكثر عدلا والتزاما بالقانون، بلا هيمنة ولا استعلاء ولا حماية لجرائم ضد الإنسانية ولا عداء أحمق ضد شعب فلسطين لأنه يطلب الحرية ويتمسك بالعدل ويلجأ للقانون!!