تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > جلال عارف > ترامب ونتنياهو.. أي احترام للاتفاق؟!

ترامب ونتنياهو.. أي احترام للاتفاق؟!

فى المؤتمر الصحفى بعد لقاء الرئيس ترامب مع نتنياهو لم تكن هناك أى إشارة إلى اختلافات فى وجهات النظر إلا فيما يتعلق بالضفة الغربية حيث قال ترامب: لا أستطيع القول بأننا متفقون بنسبة ١٠٠٪ بشأن الضفة الغربية لكننا سنتوصل إلى نتيجة بشأنها، بخلاف ذلك لم تكن هناك أى إشارات لخلافات جادة بين الجانبين فى الملفات الخمسة التى كانت محور المباحثات وأهمها - كما قال ترامب - ما يتعلق باتفاق غزة.

لم تكن هناك أى مفاجأة فى تأكيد التحالف بين الطرفين ولا فى تكرار الإشارة المبالغ فيها من جانب ترامب لنتنياهو الذى اعتبره «منقذ إسرائيل» و«بطل الحرب» وليس مجرم الحرب كما قالت العدالة الدولية التى تطارده فى كل أنحاء العالم «!!».. ربما تأتى المفاجأة من تأكيد الرئيس ترامب أن إسرائيل لم تنتهك الاتفاق الذى يحمل اسمه وأنها نفذت كل التزاماتها (!!) ولهذا كان طبيعياً ألا نسمع كلمة واحدة عن الظروف المأساوية التى يعيش فيها سكان غزة نتيجة العدوان الإسرائيلى الذى لم يتوقف والحصار الذى يمنع دخول المساعدات ويترك مليونى فلسطينى يواجهون العدوان المستمر والظروف الجوية السيئة فى ظل الحظر الإسرائيلى على دخول الخيام أو الأغطية أو الحد الأدنى من المساعدات التى نص عليها الاتفاق وهو ٦٠٠ شاحنة يومياً لا يدخل - حتى الآن - إلى غزة إلا ثلثها فقط!!
 

فى ظل هذه الظروف، ومع استمرار القصف اليومى الإسرائيلى الذى أوقع أكثر من ٤٠٠ شهيد منذ بداية الاتفاق يأتى التأكيد الأمريكى بأن إسرائيل لم ترتكب أى انتهاكات للاتفاق، وأن كل تصرفاتها محل رضا واشنطن (!!) ثم يأتى الاحتفاء بما قيل إنه «استفتاء» زعمت مصادر إسرائيلية أنها أجرته وأنه أظهر أن نحو نصف سكان غزة يرحبون بـ «الهجرة»!!.. وكأن المقصود هو الإبقاء على مشروع الجريمة حياً والتلويح مرة أخرى بأن التهجير القسرى الذى تدينه كل القوانين ويرفضه كل العالم.. مازال جزءاً من مخططات الدولة المارقة ومن يدعمونها وهى ترتكب أبشع الجرائم ضد الإنسانية!!

وتبقى الإشارة إلى أنه فى نفس التوقيت تقريباً كان مجلس الأمن يبحث فى جلسة طارئة انتهاك إسرائيل الجديد للقوانين الدولية باعترافها المرفوض والباطل بما يسمى «أرض الصومال» كدولة مستقلة. وكانت المندوبة الأمريكية تنفرد من بين كل أعضاء المجلس بالدفاع عن الخطوة الإسرائيلية المرفوضة وتحاول - فى تحايل مكشوف - أن تقارنها باعتراف دول العالم بدولة فلسطين الذى يقر الجميع بأنه تصحيح لخطأ تاريخى لم يعد ممكناً أن يستمر!!

ومع ذلك يبدو الرئيس ترامب متفائلاً بانتقال سريع للمرحلة الثانية فى اتفاق غزة - نرجو أن يكون ذلك صحيحاً وأن يكون هناك إدراك بأن أخطاء المرحلة الأولى لا يمكن أن تتكرر وأن شرط النجاح لأى اتفاق أن يكون خطوة على الطريق لدولة فلسطين ولا شىء آخر!!.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية