تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
ترامب الثانى.. والأجندة الملغومة!!
لن يتغير الرئيس ترامب فى ولايته الثانية كثيراً عن ولايته الأولى.
لكنه يعود اليوم وهو أكثر ثقة مع فوز ساحق وسيطرة على السلطة التشريعية بمجلسيها بجانب السلطة التنفيذية، وأيضا مع تأييد غير مسبوق من المجتمع المالى والصناعى الأمريكى بقيادة مليارديرات أمريكا الأقوى فى العالم.. مع رهان بأن تحالف المال والسلطة قادر على أن يصنع مجداً غير مسبوق لأمريكا.
الرئيس الأمريكى قادم إلى الحكم هذه المرة وهو مستعد مع «أجندة» حافلة لتغيير أمريكا والعالم، وهو يرى أنه قادر بتحالفه مع أقطاب المال أن تتضاعف قوة أمريكا وأن يفرض قيادتها للعالم دون أن تدفع فواتير اقتصادية وسياسية يراها غير عادلة.
أجندة «ترامب» تعنى إنهاء النظام العالمى الحالى وإنهاء تحرير التجارة واستخدام القوة الأمريكية لفرض السيطرة الأمريكية وتحقيق التفوق التكنولوجى والاقتصادى، وتقديم كل الدعم والحماية لأقطاب المال والصناعة الأمريكية دون حساب لالتزامات قديمة أو نظم عالمية يجب أن تذهب لتحقيق الهدف وهو أمريكا الأعظم!!
ترجمة هذه الرؤية أن أمريكا ذاهبة الى حروب مع الجميع ترجو أن تكون أساساً حروبا اقتصادية وتجارية وألا تذهب للأسوأ(!!) الصراعات هنا لن تقتصر على الصراع الرئيسى مع الصين ولن تستثنى حتى أقرب الحلفاء أو إن كانوا كذلك حتى اليوم (!!) أوروبا ـ فى هذه الرؤية هى الصين الثانية التى تستفيد من أمريكا بأكثر مما تفيدها وتحقق معها فائضاً تجارياً كبيراً.. ودول آسيا وغيرها من الدول الحليفة عليها أن تدفع لأمريكا إذا أرادت حمايتها.
ودول الجوار (من كندا الى بنما إلى جرينلاند) عليها أن تكون «تابعة» لأمريكا وليست «حليفة» فقط (!!) ومن يحاول هز عرش الدولار عليه أن يدرك أن أمريكا لن تتأخر فى سحق محاولته!!
«أجندة» حافلة بالمعارك السياسية والحروب التجارية والمواجهات المستمرة، والسؤال الرئيسى هو: كيف ستخوضها أمريكا بلا حلفاء؟! وماذا ستفعل إذا تحالف الخصوم وخاصة الأقوياء؟! وأى نظام عالمى تطمح إليه وهو تدرك أن كل المنافسين سيردون عليها بإجراءات قد تدخل العالم فى فوضى لاتفيد أحداً؟!
الأخطر من كل ذلك هو أسئلة الداخل الأمريكى التى يثيرها تحالف السلطة مع المال أو تحكم المليارديرات وفقاً للرؤية المعارضة داخل أمريكا المنقسمة على نفسها،
الأسئلة لا تتعلق فقط بالنخبة السياسية التى تحذر من خطر سيطرة المال على السلطة وتهديده للديمقراطية لكن ـ بمنطق الصفقات التى يحبها ترامب ـ يأتى السؤال الأهم: أين الفاصل بين مصلحة أمريكا الحقيقية ومصالح كبار المليارديرات؟!
الطريق شائك، ومع «ترامب» تبقى أسئلة كثيرة تنتظر الإجابات، وتبقى المفاجآت سيدة الموقف، ويبقى على العالم أن ينتظر أمريكا مع «ترامب الثانى» ويتمنى الأمن والسلام للجميع!
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية