تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

تحية للشعب الصامد..

حتى اللحظات الأخيرة ظل نتنياهو يناور من أجل أن يثبت أنه مازال قادرا على تعطيل أى اتفاق وخلق المشاكل والعقبات فى طريقه. وحتى بعد أن سدت فى وجهه كل الطرق ووجد نفسه أمام الحقيقة واضطر لتوقيع الاتفاق، حاول أن يتخذ من الخلافات المعتادة داخل حكومته مبررا لتأجيل سريان الاتفاق، لكن الرد كان أن الاتفاق سيبدأ تنفيذه فى الموعد المحدد اليوم، واضطر -مرة أخرى- لانتهاك قواعد تحريم العمل منذ مساء الجمعة حتى مساء السبت، وجاءت حكومته لتقر الاتفاق وترك وزراء الحزب الدينى موافقتهم مكتوبة بينما كان الجيش قد بدأ بالفعل الاستعدادات لبدء الانسحاب من غزة، وأسماء الأسرى الفلسطينيين الذين سيبدأ الإفراج عنهم تسلم للوسطاء، وبينما كانت القاهرة تشهد الاجتماعات المتواصلة للإشراف على تنفيذ الاتفاق منذ اللحظة الأولى لسريانه اليوم.
بالتأكيد.. لن يتوقف نتنياهو عن محاولة تفجير الموقف، ووضع العراقيل فى طريق إنهاء الحرب. وهو يكافح للإبقاء على حكومته بمحاولة إقناع حلفائه بقدرته على إيقاف التقدم بعد المرحلة الأولى من الاتفاق والعودة لحرب الإبادة التى يشنها منذ 15 شهرا دون طائل»!!» لكن حتى أقرب حلفائه يدركون أن رحلة السقوط بدأت، وأن «النصر المطلق»، الذى وعدهم به فى غزة لم ولن يتحقق، وأن كل القتل والدمار الذى قامت به إسرائيل لم يحرر رهينة واحدة حيا، وأن المراوغة لثمانية أشهر ثم الموافقة على الاتفاق الذى كان جاهزا فى مايو الماضى هو وحده جريمة لا تغتفر ولا يمكن أن تمر بغير حساب!!
مع بداية الانسحاب الإسرائيلي، سيعرف العالم حجم الكارثة التى دمرت فيها إسرائيل 90٪ من غزة وقتلت ما يقرب من خمسين ألف شهيد، وسيعرف من صمتوا ومن دعموا حرب الإبادة حجم جريمتهم، وسيدرك من جعلوا عنوان الأزمة هو رهائن إسرائيل أن فى سجونها ما يقرب من 18 ألف أسير فلسطينى لا يتحدث عنهم من يزعمون أنهم يقاتلون من أجل حقوق الإنسان، وسيدرك العالم أن النازية لها عنوان جديد وثابت فى الكيان الصهيونى.. وأن الحرية لها عنوان صادق هو فلسطين المستقلة التى تجمع الضفة وغزة والقدس العربية التى ستظل للأبد عاصمة لفلسطين.
النصر اليوم هو -أولا- لشعب فلسطين الذى تحمل كل الأهوال، وتمسك بالأرض ورفض التهجير، والذى يعرف جيدا من كان معه ومن وقف مع العدو، والذى يدرك -بلاشك- أن المخاطر ستستمر مادام هناك احتلال لشبر من الأرض الفلسطينية، والذى يرى -قبل هذا كله وبعده- أن الوفاء الحقيقى لدماء الشهداء وتضحيات الفلسطينيين يفرض الوحدة الوطنية بقيادة واحدة لهذه المرحلة الحاسمة وبدون حسابات ضيقة تهدر فيها تضحيات شعب بأكمله!!

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية