تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
بعد الضربة الإسرائيلية لإيران.. هل بقى مجال للتفاوض؟!
رغم ضخامة الضربة العسكرية التى وجهتها إسرائيل فجر أمس إلى إيران، فقد وصفتها إسرائيل بأنها ضربة «افتتاحية» للحرب. أى أننا أمام حرب قد تطول ولسنا أمام عملية عسكرية منفردة كما كان الحال فى العام الماضى حين ضربت إسرائيل لتقول إنها مازالت قادرة على الردع، وردت إيران بضربة صاروخية بدت «رمزية» إلى حد كبير لتقول إنها تملك إمكانيات الرد والوصول إلى قلب إسرائيل حتى مع مشاركة أمريكا ودول حليفة يومها فى التصدى لصواريخ إيران!!
الوضع الآن يختلف، وإسرائيل تتصور أنها أمام فرصة لن تتكرر لضرب إيران والإجهاز على برنامجها النووى، والولايات المتحدة «صاحبة القرار الأساسى فى هذه الحرب» لا تمانع ولكن بشروطها، وفى حدود أن تكون الضربة لدفع طهران للمزيد من التنازلات فى المفاوضات مع واشنطن والتى كان مقررًا أن تكون جولتها السادسة غدًا فى سلطنة عمان، ولم يعلن مصيرها حتى كتابة هذه السطور«!!» وإن كان المرجح ألا تتم بعد ما حدث، وبعد التأكيدات الأمريكية بأنها كانت على علم مسبق بالضربة وإن كانت لم تشارك فيها!!
الضربة الإسرائيلية كانت قوية ومؤثرة، وقد استفادت من ضربة العام الماضى التى دمرت أجزاء كبيرة من منظومة الدفاع الجوى الإيرانى. استهدفت الضربة أهدافًا عسكرية ومنشآت نووية وتمكنت من القضاء على قيادات عسكرية كبيرة فى مقدمتها رئيس الأركان وقائد الحرس الوطنى، كما تمكنت من القضاء على أعداد من علماء الذرة الإيرانيين الكبار. والرد الإيرانى حتمى وقد بدأ بالفعل بإطلاق أفواج من الطائرات المسيَّرة إلى إسرائيل بهدف إرباك الدفاعات الجوية قبل أن توجّه ضرباتها الأساسية التى تعتمد أساسا على الصواريخ، والسؤال هنا: هل ستشارك الولايات المتحدة فى تأمين الدفاع عن إسرائيل كما فعلت سابقًا.. أم ستكتفى بالدعم المخابراتى وتجنب المشاركة الفعلية فى الحرب، والاكتفاء بالدعم اللوجستى والمعلوماتى لإسرائيل، وانتظار التنازلات الإيرانية فى الملف النووى؟!
الحرب ضد إيران كانت هدفًا دائمًا لإسرائيل منذ خمسة عشر عامًا على الأقل، لكن القرار الأمريكى كان دائمًا يُدرك حجم المخاطر فى منطقة لا تتحمل المزيد، وحجم التهديدات لمثل هذه الحرب على أمن المنطقة وسلام العالم.. وعلى المصالح الأمريكية نفسها ورغم كل التصعيد الذى تم فى الفترة الأخيرة فقد كانت المفاوضات مستمرة حتى بعد سحب أعداد من موظفى السفارات وعائلات الجنود الأمريكية فى المنطقة، وبعد قرار منظمة الطاقة النووية الدولية الأخير.. الآن - وبعد الضربة الإسرائيلية- يزداد الوضع تعقيدًا وينفتح باب التصعيد بين إيران وإسرائيل على مصراعيه. ورغم أن السفير الأمريكى فى إسرائيل «هاكابى»، قال قبل يومين إن أى ضربة عسكرية إسرائيلية لإيران لن تتم إلا بضوء أخضر من أمريكا، فإن ترامب نفسه يقول إنه يريد استئناف التفاوض لكن بشروطه، وتحرص الخارجية الأمريكية على تأكيد أن ضربة إسرائيل هى «ضربة أحادية»، وأن أمريكا لم تشارك فيها»!!»
وفى نفس الوقت تحذر واشنطن إيران من أى استهداف لقواعدها أو مصالحها فى المنطقة وتؤكد على تحالفها الوطيد مع إسرائيل!!
والسؤال المركزى هو: هل سيؤدى هذا التصعيد الأخير إلى استسلام إيران والتخلى عن برنامجها النووى والقبول بالشروط الإسرائيلية- الأمريكية؟ أم أنه سيدفعها للمزيد من التصلب فى مواقفها بعد أن أصبح التهديد موجهًا للنظام نفسه وليس فقط لبرنامجه النووى؟!
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية