بينما تتواصل الجهود لإفشال مراوغات إسرائيل المعتادة، وتنجح فى فرض الالتزام بإدخال المساعدات الأساسية إلى غزة، والإعلان عن بدء المباحثات حول المرحلة الثانية من الاتفاق..

يتصاعد الخطر فى الضفة الغربية وتستمر آلة القتل فى عملها، وتقوم إسرائيل بتدمير مناطق بأكملها، وتفرض التهجير القسرى على عشرات الألوف من سكان المخيمات المدمرة، وتستباح منطقة شمال الضفة بأكملها وسط التهديدات بتحويلها إلى غزة أخرى!!

تستغل إسرائيل تركيز الاهتمام على غزة خاصة بعد التلويح بسلاح التهجير القسرى ـ لكى تتوسع فى جرائمها فى الضفة الغربية «وهى الهدف الأساسى لمطامع إسرائيل» فى ظل صمت دولى مريب، وفى ظل استمرار محاولة الفصل بين الضفة والقطاع، وقطع الطريق على حل الدولتين. ولا تكتفى إسرائيل بذلك بل تحاول إبقاء كل الجبهات قابلة للاشتعال..
 

فترفض استكمال الانسحاب من جنوب لبنان وتبقى على احتلالها لخمس مناطق، وتصر على بقاء قواتها فى المناطق التى احتلتها مؤخرًا فى سوريا.. بل وتفتح الحديث عن إمكانية تهجير المزيد من الفلسطينيين إلى سوريا التى مازال سبعة ملايين من أبنائها مهجرين فى الخارج ينتظرون العودة لوطنهم!!

تحاول إسرائيل تشتيت الجهد العربى، وخلق بؤر اشتعال فى كل مكان. ترتيب الأولويات يفرض مواجهة الخطر الداهم فى غزة والضفة قبل أى شيء آخر. بدء مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق التهدئة فى غزة تطور إيجابى بلاشك إذا التزمت كل الأطراف بتنفيذ الاتفاق كاملًا وبمراحله الثلاث التى تنتهى بإنهاء الحرب والانسحاب الإسرائيلى الكامل.. وهو ما سيقاتل نتنياهو وحكومته من أجل إفشاله حتى النهاية، وما يفرض على الجانب الأمريكى بالذات أن يلتزم بما وقع عليه والتزم به فى الاتفاق.

ومع ذلك يبقى ضروريًا أن ننهى الصمت الدولى حول ما يجرى فى الضفة الغربية، وهو ما يفرض على الموقف العربى أن يقدم رؤيته لغزة والتهديدات التى تواجهها فى ظل التصور الكامل للدولة الفلسطينية التى تضم الضفة وغزة والقدس معًا تحت قيادة سلطة فلسطينية واحدة، وهو ما يستدعى موقفًا واضحًا وحاسمًا وعاجلًا من كل الفصائل بإنهاء الانقسام الذى كان الداعم الأكبر لإسرائيل فى حربها الإجرامية ضد شعب فلسطين!!

مواجهة المؤامرة فى غزة لابد أن تكتمل بإنهاء الصمت الدولى المتعمد على ما يجرى فى الضفة الغربية وهى الهدف الأول لإسرائيل لا يمكن للعالم أن يسكت حتى تستكمل دولة الإرهاب مهمة تحويل الضفة إلى غزة أخرى مدمرة!!