تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > جلال عارف > الحرب مستمرة.. لكن المصالح تتصالح!!

الحرب مستمرة.. لكن المصالح تتصالح!!

بعيدًا عن بعض الحديث الدبلوماسى المعتاد، واضح أن اجتماع الخمس ساعات بين الرئيس الروسى بوتين ومبعوثى الرئيس الأمريكى ترامب فى الكرملين انتهى دون تقدم يذكر فيما يخص إنهاء الحرب فى أوكرانيا. كان ذلك متوقعًا فى ظل الخلافات فى مواقف التحالف الغربى بين أمريكا وأوروبا من ناحية، ومع استباق بوتين للاجتماع بالإعلان عن رفض روسيا للتغييرات التى اقترحتها أوروبا وأوكرانيا على مسودة خطة أمريكا لإنهاء الحرب من ناحية أخرى.

المشكلة الحقيقية الآن أن التحالف الغربى الذى دعم أوكرانيا طوال الحرب لم يعد قائمًا. الولايات المتحدة غادرت موقعها فى قيادة هذا التحالف وأصبحت الآن ـ وفى أحسن الأحوال ـ مجرد «وسيط» بين روسيا وبين أوكرانيا وأوروبا(!!) ورغم أن الحرب قد استنزفت كل الأطراف فإن خروج الولايات المتحدة من التحالف الداعم لأوكرانيا قد غير الموازين فى الميدان لصالح موسكو، ووضع الأوروبيين والأوكرانيين فى موقف صعب.. فلا هم قادرون على الإقرار بالهزيمة، ولا هم قادرون على مواصلة الحرب خاصة بعد تهديد واشنطون بأن عدم قبول خططها لإنهاء الحرب سوف يعنى إيقاف مد أوكرانيا بالسلاح الأمريكى الذى تدفع أوروبا ثمنه كاملًا منذ عودة الرئيس ترامب للبيت الأبيض!!
 

الموقف معقد، والجهد الأوروبى الآن يركز على تخفيف الخسائر، وعلى أن تكون طرفًا أساسيًا فى التفاوض لكى تضمن ألا يكون الاتفاق على حسابها، ولكى تطمئن إلى أن أى اتفاق محتمل سيوفر الضمانات المطلوبة للأمن الأوروبى وخاصة لدول البلطيق والدول التى كانت ضمن الاتحاد السوفيتى السابق. والأمر صعب فى ظل المشاكل التى يعانيها الاتحاد الأوروبى ومع تعثر الجهود من أجل بناء تحالف عسكرى أوروبى مستقل يخلف حلف «الناتو» فى الدفاع عن مصالح أوروبا وحماية أمنها. علمًا بأنه لأول مرة منذ إنشاء «الناتو» يتخلف وزير الحرب الأمريكى عن اجتماع وزراء دفاع «الناتو» هذا العام!!

كل الأطراف متعبة ومستنزفة، لكن نهاية الحرب ستفرضها المصالح وتحسمها القوة. أوروبا تخوض الآن معركة تقليل الخسائر لحرب كان يمكن تفاديها. تغيرت الموازين والعلاقات، وستتغير أكثر.

قبل حرب أوكرانيا كانت أوروبا هى الشريك التجارى الأهم بالنسبة لروسيا التى كانت توفر لأوروبا احتياجاتها من الغاز بأسعار تفضيلية. انقطعت العلاقات وافترقت الطرق، بالأمس وبعد مباحثات الساعات الخمس بين بوتين ومبعوثى الرئيس الأمريكى قال كبير المستشارين للرئيس الروسى إن المحادثات بناءة وإن «هناك فرصاً هائلة للتعاون الاقتصادى بين روسيا والولايات المتحدة».

ورحم الله أيامًا كان فرض العقوبات على روسيا هو البند الأساسى فى سياسة واشنطون وهى تقود الحرب فى أوكرانيا!!

المصالح تتصالح.. والأضعف سوف يدفع الثمن!!

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية