قبل يومين فاجأ الرئيس الأمريكى ترامب الجميع بتصريحات يتحدث فيها عن «نهاية جيدة وحاسمة لما يحدث فى غزة خلال أسبوعين».. بعد يوم واحد كان ترامب يعود لقواعده ويستبعد أى حل حاسم فى غزة، زاعماً أن هذا هو وضع غزة منذ آلاف السنين!!

بعيداً عن هذا التضارب «الظاهرى وربما المقصود!!» فى التصريحات الأمريكية، كان مجرم الحرب نتنياهو يعقد اجتماعاً للمجلس الوزارى المصغر، فوجئ فيه أعضاء المجلس بأن موضوع الحرب فى غزة ليس على جدول الأعمال(!!) وخرج نتنياهو ـ مع ذلك ـ ليعلن أنه لا وجود لصفقة مطروحة على الطاولة بشأن غزة فى الوقت الحالى(!!) وأن البداية كانت فى غزة والنهاية ستكون هناك، ولا بديل عن النصر المطلق!!

العالم كله يعرف أن الصفقة موجودة لدى حكومة إسرائيل منذ أكثر من أسبوع، مع موافقة الفصائل الفلسطينية عليها. والعالم كله (بمن فيهم الإسرائيليون أنفسهم) يدركون أن أكثر من 75٪ من الإسرائيليين يؤيدون الصفقة، وأن قائد الجيش وقادة الأجهزة الأمنية أعلنوا موافقتهم على الصفقة التى تعيد نصف الأسرى، وتُتيح هدنة لشهرين، تُفتح فيها المعابر للمساعدات الإنسانية، ويبدأ التفاوض من أجل إنهاء الحرب.

يهرب نتنياهو الآن من الصفقة التى كانت مطلباً له ولأمريكا، بينما مظاهرات الاحتجاج تجتاح إسرائيل، وشبح الإضراب الشامل يلوح فى الأفق، والكل يُحذِّر من آثار كارثية لمخطط اقتحام مدينة غزة وتدميرها، وإجبار مليون من سكانها على النزوح منها تمهيداً للتهجير القسرى، الذى يتحدث عنه نتنياهو والعصابة الإرهابية التى تشاركه الحكم.. والانتحار السياسى، ولكن بعد أن يتسببوا فى الكارثة الأكبر التى يدرك الجميع أنها لا يمكن أن تتم إلا إذا كانت هناك إشارة خضراء من ى !!

وزير الخارجية الإسرائيلى فى ى ، والمفترض أن يكون قد اجتمع مع نظيره الأمريكى، والرجلان بعيدان عن القرار فى القضايا المهمة، ولكنهما قد يرتبان للمواجهة السياسية مع حملة الاعتراف بدولة فلسطين. الجديد عند واشنطن هو اجتماع ترامب ومعاونيه الذى يفترض أن يكون قد تم قبل ساعات، والذى قال المبعوث الأمريكى «ويتكوف» إنه سيبحث عن التصور الأمريكى الذى تم إعداده بالفعل لليوم التالى للحرب فى غزة!!

ولا نريد أن نُصدر أحكاماً مُسبقة، لكن كل شىء يدعونا للحذر الشديد من طريق بدأ مع المشروع الوهمى «ريڤييرا الشرق فى غزة» ويستمر مع دعم نتنياهو حتى فى مواجهة الإسرائيليين أنفسهم!!