تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > جلال عارف > التفاوض عن بُعد.. بين ترامب ونتنياهو!!

التفاوض عن بُعد.. بين ترامب ونتنياهو!!

هذه المرة لم يأت خطاب التطرف الإسرائيلى من بن غفير أو سيموتريتش كما تقضى لعبة توزيع الأدوار بين زعماء عصابات الإرهاب فى حكومة نتنياهو، لكنه يجيء من وزير مقرب لنتنياهو وأحد أركان حزبه «الليكود» وهو وزير الدفاع «يسرائيل كاتس» الذى يعرف الجميع داخل إسرائيل وخارجها أنه لا يفعل شيئاً إلا تنفيذ تعليمات نتنياهو ولا يقول كلمة واحدة إلا بإذنه.. أو بأوامره!!

تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلى جاءت مفاجئة حتى لقادة جيشه وللقيادات الأمنية والسياسية داخل إسرائيل. لم يكتف «كاتس» بالإعلان عن أن إسرائيل لن تنسحب من كل قطاع غزة، بل أكد أنها ستقيم بؤراً استيطانية فى شمال القطاع فى الوقت المناسب وبالصورة المناسبة!!.. وبالإضافة لذلك أكد الوزير الإسرائيلى أن إسرائيل فى مرحلة فرض السيادة الفعلية فى الضفة الغربية، وأنها لن تتزحزح من سوريا ولن تترك موقعاً تحتله هناك!!

ويبدو أن «واشنطون» قد التقطت فوراً الرسالة التى يريد نتنياهو إيصالها عن طريق وزيره المقرب «كاتس» وأن رد فعلها أدى إلى مسارعة مكتب وزير الدفاع لتوضيح الأمر فيما يتعلق بالاستيطان فى غزة، فأكدت أن الحكومة الإسرائيلية لا تنوى إقامة مستوطنات هناك، وأن استمرار التواجد العسكرى فى غزة سيكون لأغراض أمنية فقط!!..

يعنى أن الانسحاب من غزة لن يتم وابتلاع الضفة مستمر، والاحتلال لن يتزحزح من مواقعه فى سوريا، والتراجع الاضطرارى عن حكاية البؤر الاستيطانية فى غزة يأتى مع التأكيد على أن حكومة نتنياهو هى حكومة استيطان «كما يقول وزير دفاعه كاتس»!!

التوقيت هنا له دلالته.. نتنياهو يستعد للقاء الرئيس الأمريكى بعد أيام ويحشد كل أدواته ويشعل كل الجبهات. تصريحات «كاتس» تقول إن التطرف الإسرائيلى ليس حكراً على حلفاء نتنياهو «سيموتريتش وبن غفير» بل هو موقف كل حكومة الاستيطان كما أسماها كاتس وبكل مكوناتها الحزبية وعلى رأسها حزب نتنياهو «الليكود»!! إنه نوع من التفاوض عن بعد بين موقفين لواشنطون وتل أبيب بينهما مسافات من الخلاف وتحالف مستمر وفاعل. يعرف نتنياهو جيداً أن الانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق غزة يعنى الانسحاب من القطاع ويفتح الباب نحو دولة فلسطينية فى الضفة والقطاع والقدس المحتلة.

سيفعل المستحيل لكى يعطل هذا المسار بإبقاء كل الجبهات مشتعلة، والتهديد بالمزيد من الحروب والكثير من التصريحات الهوجاء كما هو الحال مع مندوب نتنياهو لوزارة الدفاع «كاتس»!!

ويبقى السؤال: كيف سيكون القرار الأمريكى؟ أو على الأصح: كيف سيكون قرار الرئيس ترامب مع خطة تحمل اسمه وتجسد المصلحة الأمريكية فى المنطقة.. فلننتظر لنرى!!

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية