تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > جلال عارف > الاختبار الصعب فى قمة بغداد

الاختبار الصعب فى قمة بغداد

احتضان العراق الشقيق للقمة العربية العادية، ومعها القمة الاقتصادية الاستثنائية، هو فى حد ذاته حدث لا بد من الاحتفاء به. عودة العراق قوياً موحداً لأداء دوره القومى هو احتياج عربى وضمانة للأمن فى المنطقة كلها، والأهم أنه الطريق الضرورى لتعويض السنوات الصعبة، ومضاعفة الجهد من أجل البناء والتقدم لدولة كانت وستظل ركناً أساسياً فى النظام العربى.

تنعقد القمة العربية (أو القمتان) فى ظل ظروف بالغة الخطورة يمر بها الوطن العربى، ومع ذلك فليس علينا أن نتوقع الكثير فى ظل الظروف غير المواتية التى يمر بها العمل العربى المشترك (!!) جدول الأزمات حافل بقضايا كان يمكن لو توافرت الإرادة وتراجعت الخلافات الصغيرة أن تُحل.. من ليبيا إلى السودان إلى اليمن.. وتبقى فلسطين التى تنعقد القمة فى ذكرى نكبتها، هى الجرح الأكبر، والنكبة التى لا يمكن السماح بأن تتكرر كما يأمل مجرمو الحرب فى إسرائيل، وهم يصرون على استمرار حرب الإبادة وحصار الجوع ومخططات تهجير الفلسطينيين من أرضهم.
 

كل التطورات بعد قمة القاهرة الاستثنائية وإجماعها على تبنى الرؤية المصرية لإنهاء الحرب وتعمير غزة جزءاً عزيزاً من دولة فلسطينية مستقلة، كل ما رأيناه بعد ذلك يؤكد أنه لا سبيل أمام العرب إلا التمسك بهذه الرؤية والرفض الحاسم لكل محاولات تصفية القضية الفلسطينية بالصفقات المشبوهة أو المشروعات الوهمية التى ما زالت تلوِّح بخرائط الشرق الأوسط الذى تريده مجرد أرض مستباحة لبناء المستوطنات.

لا يمكن للقمة العربية أن تتجاهل أن العالم كله قد اكتشف حقيقة الصهيونية وجرائمها النازية، وأن الولايات المتحدة نفسها التى كانت ـ وما زالت ـ الراعية الأساسية لإسرائيل ـ لم تعد قادرة على تحمل «فواتير» حرب الإبادة الإسرائيلية وجرائم نتنياهو التى أصبحت تهدد مصالح الجميع وأولهم أمريكا نفسها(!!).. ومع ذلك فإن الخلافات بين واشنطن وتل أبيب لا ينبغى أن تخفى الحقيقة التى تؤكد أن الولايات المتحدة قادرة على إيقاف الجريمة الإسرائيلية وإنهاء حرب الإبادة فوراً.. إذا أرادت!

الإرادة الغائبة هى المشكلة.. نتنياهو يغلق طريق السلام بالضبة والمفتاح، لأنه «لا يريد» أن يذهب إلى السجن، وأمريكا ـ رغم التعديلات الأخيرة فى المواقف المعلنة ـ ما زالت تناور لتتفادى الاعتراف بحقوق شعب فلسطين فى الحرية والاستقلال والعيش الكريم. وليس هناك من رد عربى إلا أن تكون «الإرادة العربية» حاسمة فى رفض التسليم بأن الانحياز الأمريكى لإسرائيل يضفى أى شرعية على احتلال لابد أن يزول، وحرب إبادة لابد أن تنتهى، ومذابح لابد أن يُحاكم كل من ارتكبوها ومن دعموها.. وما زالوا يدعمون!

الإرادة العربية إن حضرت فى قضية القضايا «فلسطين» فستكون حاضرة فى كل القضايا التى تهدد الوطن العربى من ليبيا إلى اليمن إلى السودان، وغيرها من القضايا التى تدرج على جدول أعمال القمة، ليتم تجاوزها بصورة روتينية(!!) والإرادة العربية ـ إن حضرت ـ فى القمة الاقتصادية ستفتح أبواباً للتقدم العربى لا حدود لها. رغم كل التحديات فى الموقف الراهن، فإن الأوراق العربية ما زالت فاعلة.. فلننتظر من قمة بغداد أن تترجم ذلك إلى فعل عربى يعيد الثقة فى العمل العربى المشترك.. قد تكون المهمة صعبة عند البعض، لكنها ـ عند العرب جميعاً ـ هى الحل!

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية