تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > جلال عارف > الاحتفال بمصر صانعة الحضارات

الاحتفال بمصر صانعة الحضارات

العالم كله اليوم يعيش فى رحاب مصر الحضارة والتاريخ والإنجاز الإنسانى فى أروع حالاته.. العالم كله يشاركنا الاحتفاء بأكبر متحف فى العالم لحضارة واحدة تظل دائمًا شهادة على عبقرية المكان وعلى عظمة الإنسان المصرى صانع الحضارات الأعظم والأبقى على مر الزمان.

لا شك أننا أمام إنجاز ثقافى هام وإضافة معتبرة لثروتنا السياحية، مشروع ضخم أنجزناه فى ظل ظروف صعبة مرت بها المنطقة والعالم، ليكون شاهدًا جديدًا على أن أحفاد أعظم البناة فى تاريخ البشرية مازالوا قادرين على البناء وسط كل التحديات، وأنهم يُدركون جيدًا أنهم أحفاد أعظم صانعى الحضارة الإنسانية..
 

لكنهم أيضًا أبناء عصرهم وأصحاب المستقبل وقادرون على الاستمرار فى البناء ويملكون أدوات التقدم ويجعلون من الماضى العظيم أساسًا للانطلاق دائمًا نحو الأفضل فى كل المجالات.

نحن- مع العالم- نحتفى بإنجاز ثقافى عالمى يليق بحضارة مازالت تبهر الدنيا، ومشروع كبير يضيف الكثير لثروتنا السياحية. الأهم أن نجعله بداية كنهج جديد فى التعامل مع إرثنا الحضارى وثروتنا السياحية.. بالعلم والتخطيط، وامتلاك أحدث ما أنتجه العصر من تكنولوجيا متقدمة، وبنشر ثقافة التعامل السليم مع الآثار والإدراك الكامل لضرورة استكمال كل الأدوات لكى تحصل مصر على نصيبها المستحق فى سوق السياحة العالمى وهى التى تملك ثلث آثار العالم وأجمل مقاصده السياحية.

مصر كلها قادرة على أن تتحول إلى متحف مفتوح. رغم ما تعرضت له آثارنا من نهب هائل فى عصور سابقة فإننا نملك الكثير. على نهج المتحف الكبير تستمر عمليات التطوير والتحديث فى متاحفنا وغيرها من وجوه الحضارة المصرية العظيمة التى احتضنت الجميع وقدمت أعظم مثال على إنسانية حضارتها وانفتاحها على العالم فى كل العصور.. وكيف لا وهى الحضارة التى علمت البشرية معنى الضمير وقيمة التوحيد منذ فجر التاريخ.

لا أحب استخدام مصطلح القوة الناعمة «عمال على بطال» كما يقولون. لكننا أمام حالة استثنائية يحتفل فيها العالم معنا بهذا الحدث العظيم الذى يحتفى بالحضارة العظيمة وبالإنجاز الحديث معًا، والذى يؤكد أن مصر كانت دائمًا «هبة المصريين» للحضارة الإنسانية.. بالعلم والثقافة قبل أى شىء آخر!! لم نكن يومًا عالة على الحضارة الإنسانية ولا شيئا عابرًا فى التاريخ وإنما كانت مصر - وستظل أبدًا- صانعة للحضارة وحارسة للقيم الإنسانية ومفتاحًا للأمن والاستقرار فى المنطقة والعالم.

ستظل مصر دائمًا هى الوريث الشرعى لأعظم الحضارات، وستظل قادرة على أن تستكمل البناء على ما بناه الأسلاف العظام. وستظل مصر وفية لكل تاريخها فى مختلف مراحله تستمد القوة من كل ذلك لتواصل دورها فى الداخل، ولتواصل قيادة عالمها العربى ومحيطها الإفريقى إلى الأفضل رغم كل التحديات. لهذا يتحول احتفالنا بافتتاح المتحف الكبير إلى احتفال عالمى بمصر صانعة الحضارة وحارسة القيم الإنسانية، منذ فجر التاريخ سنحتفل ومعنا العالم كله اليوم وسنواصل بعدها ما تعودنا عليه أن نكون من صانعى الحضارة.. وأن نواصل البناء.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية