تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

أكتوبر.. النصر العظيم

تهل ذكرى السادس من أكتوبر العظيم ونحن فى قلب التحديات لتذكّر الجميع بأننا كنا دائمًا أبناء وطن واحد لا يعرف إلا الانتصار للحق والرفض للمساومة فى حقوق الوطن، والقدرة على العطاء بلا حدود والتضحية بلا تردد حفاظًا على كل حبة رمل من أرض مصر.

لم يكن الطريق إلى السادس من أكتوبر العظيم سهلًا

بعد هزيمة لا نستحقها فى يونيو ٦٧، وفى ظروف دولية معقدة، ومع  خلل فى موازين القوى ودعم - مازال مستمرًا حتى الآن - من قوى الغرب بقيادة أمريكا للعدو الإسرائيلى.. فى الطريق إلى نصر أكتوبر أمضينا ست سنوات صعبة ومجيدة. بدأناها بالموقف الأسطورى العظيم لشعب مصر وهو يرفض الهزيمة ويطلب الثأر فى التاسع من يونيو، ثم بجهد أسطورى لإعادة بناء قواتنا العسكرية وخوض معركة الصمود ضد عدو متغطرس، وبعدها كانت حرب الاستنزاف العظيمة، التى اكتملت ببناء حائط الصواريخ بطول الجبهة بجهد لا يمكن تصوره من جنود مصر وعمالها. ورغم المعاناة بعد ذلك فى انتظار الثأر وتحقيق النصر المرتقب.. فقد كان الكل جاهزًا فى يوم العبور العظيم.
 

وبقدر ما كان الطريق صعبًا كان النصر رائعًا..

وكان الدرس حاسمًا. فى ساعات سقط خط بارليف وسقطت أيضًا أكذوبة الردع الإسرائيلى، وظهرت قدرة أبناء مصر على التفوق واستخدام التكنولوجيا الحديثة، وابتكار أساليب قتال مازالت تُدرس حتى الآن فى أكبر الأكاديميات العسكرية العالمية. تحقق الانتصار العظيم بأيدى جنود مصر وبجهد شعبها العظيم. ظهرت - لأول مرة - قيمة العمل العربى المشترك كان جيش سوريا العزيزة شريك الحرب، وكانت المساهمات العربية فاعلة، وكان استخدام ورقة البترول داعمًا أساسيًا، وبقدر ما كان الطريق إلى أكتوبر صعبًا كان النصر عظيمًا، وكانت هزيمة العدو موجعة.

فى ذكرى السادس من أكتوبر العظيم..

التى تأتى ونحن نواجه أعتى التحديات، نستلهم دروس النصر، وندرك أن هذا هو ما ينتظر كل مَن يفكر فى تهديد أمن مصر. نعرف جيدًا حجم المخاطر، لكننا نعرف أن مصر بوحدة جيشها وشعبها قادرة على مواجهة كل التحديات. كان السادس من أكتوبر إعجازًا عسكريًا لكن كان أيضًا صمودًا أسطوريًا لشعب عظيم قدم كل ما يستطيع  ليبنى جيش المليون مقاتل، وفى نفس الوقت كان يبنى قلاع الصناعة ويحقق أعلى معدلات النمو الاقتصادى.

ومرة أخرى ..

أعود هنا إلى ما رواه لى رائد الصناعة المصرية الدكتور عزيز صدقى عن انقسام الآراء فى مجلس الوزراء حول المضى فى تنفيذ خطة التنمية وتحمل بعض العبء، أو تأجيل المشروعات الكبيرة إلى ما بعد الحرب، وكيف حسم عبدالناصر الخلاف بضرورة المضى فى مشروعات التنمية؛ لأن هناك مليون مقاتل سينهون المعركة ويحققون النصر المرتجى ولا بد أن يعودوا ليجدوا المصانع الجديدة ومشروعات التنمية فى انتظارهم.

وهكذا كانت مصر تخوض حرب الاستنزاف وتستعد للعبور العظيم، وفى نفس الوقت تستكمل السد العالى وتبنى قلاعًا صناعية وتؤكد أن المعركة واحدة، والنصر المرتجى يستحق كل التضحيات.

ويظل السادس من أكتوبر..

ليذكرنا بأن وحدتنا الوطنية هى قدس الأقداس، وبأن قوتنا الذاتية هى التى تردع الأعداء وتحمى السلام، وبأن جيشنا هو جيش العبور الذى لا يعرف المستحيل حين يتعرض الوطن للخطر تحية لأرواح الشهداء، وسلامًا لمصر التى تعرف أن أكتوبر العظيم كان - ومازال - طريقها إلى السلام الحقيقى.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية