ليس فقط إعصار الاعتراف الدولى بفلسطين، وإنما أيضا أن تصبح فلسطين هى العنوان الرئيسى لدورة الأمم المتحدة فى عيدها الثمانين!!.. لا النفوذ الصهيونى، ولا انحياز الإعلام الغربى، ولا الضغوط التى تمارسها قوى دولية معتبرة.. قادرة على محاصرة الحقيقة بعد أن سقطت كل حملات التزييف، وبعد أن أدرك العالم كله أن السكوت على الإرهاب الإسرائيلى لم يعد ممكنا، وأن استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية هى عار يتحمل مسئوليته كل دول العالم التى صمتت أو تواطأت، أو شاركت فى الجريمة (!!) 

وأن الاعتراف بحق الشعب الفلسطينى فى تقرير مصيره وتحرير أرضه وإقامة دولته المستقلة ليس تفضلا من أحد وإنما هو إقرار بالحق وانحياز للشرعية وطريق وحيد للأمن والسلام فى المنطقة والعالم.

محاولة التقليل من أهمية إعصار الاعتراف بفلسطين أو من الحضور العظيم للحق الفلسطينى فى الساحة الدولية لن تجدى ولن تحقق ما يأمل فيه من وجدوا أنفسهم فى عزلة دولية تجسد الفشل الحتمى لإرهاب دولة مدانة بالإبادة الجماعية، وغطرسة قوة تخاصم الشرعية وتنتهك القوانين، إعصار الاعتراف الدولى بفلسطين ليس مجرد كلمات بلا فعل كما زعم البعض، ولا هى خطوة رمزية فحسب.. إنها خطوة هامة على الطريق الصحيح تؤكد أن العالم يتغير، وأن الإرادة الدولية تمضى رغم التحديات لتصحح أخطاء الماضى وتواجه الخارجين على الشرعية، وتحمى السلام بالانتصار للعدل والقانون وليس بغطرسة القوة التى أصبحت خطرا على الجميع.

إعصار الاعتراف بفلسطين لا يصرف النظر - كما يزعم البعض - عن أولوية إيقاف المذابح الإسرائيلية وإنهاء حرب الإبادة ومخططات التهجير والاستيطان.. العكس هو الصحيح على طول الخط.. إعصار الاعتراف الدولى يعزز النضال الفلسطينى والدولى ضد الاجرام الإسرائيلى ويجعل كل من يدعم هذا الاجرام أو يحاول تبريره شريكا فى المسئولية، ويعزز التحرك الدولى لعزل مجرمى الحرب ولفرض العقوبات على الكيان الصهيونى، ولتعزيز الصمود الأسطورى لشعبنا الفلسطينى فى مواجهة آلة القتل الإسرائيلية وهو الأساس فى كل ما يتحقق من حضور فلسطينى ومن فشل مفضوح للإرهاب الإسرائيلى ولكل من يواصل دعمه حتى الآن ولا يدرك حجم الخطيئة وفداحة الخسارة!!

فلسطين - رغم شلال الدم النازف - هى الحاضر الأكبر فى دورة الأمم المتحدة ومن فشلوا فى إيقاف إعصار الاعتراف العالمى بدولة فلسطين يحاولون الخروج من عزلتهم وتبرير هزيمتهم بلا جدوى، أقرب حلفائهم يقولون إنهم - بالاعتراف بالحق الفلسطينى يصححون أخطاءهم التاريخية ويعتذرون عن التأخير.. لعل الآخرين يستوعبون الدرس قبل فوات الأوان!!