تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > جلال عارف > إرادة العالم.. أو غطرسة القوة؟!

إرادة العالم.. أو غطرسة القوة؟!

بالحق والشرعية وأنبل التضحيات تفرض فلسطين وجودها على العالم حين يجتمع هذا الأسبوع فى رحاب الأمم المتحدة فى دورة استثنائية بكل المقاييس تقف فيها كل دول العالم أمام السؤال المصيرى: هل تنتصر للشرعية أم تعلن أن النظام الدولى بصورته الراهنة لم يعد قابلًا للحياة؟!

كل ما بناه الباطل الصهيونى يتساقط أمام الحق الفلسطينى الذى يحميه صمود أسطورى لشعب يتحمل أهوال النازية الإسرائيلية ومن يدعمونها ويتواطَئون معها ويرفض كل محاولات تصفية قضيته واغتصاب أرضه وإنكار حقه المشروع فى الحرية والتحرر والدولة المستقلة.
 

ورغم حرب الإبادة وحصار الجوع والإرهاب الصهيونى النازى يستمر صمود شعب فلسطين على أرضه.

ورغم التواطؤ والدعم المطلق الذى تقدمه قوى كبرى للنازيين الإسرائيليين فإن الحقيقة تفرض نفسها، وشعوب العالم تفرض كلمتها، والحكومات -حتى فى الدول التى كانت من أقرب الحلفاء لإسرائيل- تدرك حجم الجريمة الإسرائيلية وتعرف أن التاريخ لا يرحم، وأن الشعوب لا تغفر، وأن استمرار الجريمة الإسرائيلية عار على الجميع وأن إنكار الحق الفلسطينى لم يعد ممكنًا مهما كانت الضغوط ومن أى طرف جاءت!!

مع الدورة الجديدة سينعقد - فى رحاب الأمم المتحدة - مؤتمر التسوية السلمية لقضية فلسطين وحل الدولتين، وسنكون على موعد مع اعتراف نحو عشر دول جديدة بدولة فلسطين فى مقدمتها فرنسا وبريطانيا وبلجيكا وأستراليا. كل محاولات الصهيونية العالمية وضغوط الولايات المتحدة لم تُجْدِ نفعًا أمام إعصار الاعتراف بالحق الفلسطينى كاملًا.

وفى انتهاك واضح للقوانين وحماقة سياسية جديدة من واشنطن منعت إصدار تأشيرات دخول قيادات فلسطين لحضور اجتماعات المنظمة الدولية. الرد هو أن الحضور الفلسطينى سيكون هو الأبرز فى دورة الأمم المتحدة الاستثنائية رغم غياب القادة، وأن الغياب الأمريكى سيفرض نفسه مع الحقيقة التى تجلت فى آخر تصويت للأمم المتحدة على قرار حل الدولتين الذى أيدته ١٤٢ دولة ولم تعارضه إلا أمريكا وإسرائيل ومعهما ثمانى دول معظمها من عينة ناورو وماكرونيزيا.

فى المقابل..

تستمر حرب الإبادة الإسرائيلية بدعم أمريكى كامل، وبتوهم أن القوة الباغية قادرة على فرض ما تريد على أرض الواقع. المشهد أصبح قاسيًا حتى على أصحابه..

مجرم الحرب نتنياهو يشكو من عزلة دولية وكارثة اقتصادية، ومع ذلك يستمر فى حرب الإبادة فى انتظار انتصار لن يأتى أبدًا، وواشنطن من جانبها تبدو راضية بأن تكون شريكة لإسرائيل فى مواجهة عالم بأكمله يرفض أن يظل رهينة لدى الإرهاب الصهيونى أو التواطؤ الأمريكى.

هذه المفارقة لا يمكن أن تستمر..

إما أن تفرض الإرادة الدولية كلمتها وتوقف النازية الإسرائيلية عند حدها، وتنهى حروب الإبادة وتحاكم المسئولين عنها، وتفرض «بحكم القانون والقرارات الدولية» الحل السلمى العادل الذى لن يتحقق إلا بقيام دولة فلسطين على كامل حدودها المشروعة، وإما أن تترك غطرسة القوة تحكم المنطقة وتقود العالم كله إلى كارثة محققة حين يفقد النظام الدولى الحالى ما تبقى له من شرعية وقدرة على البقاء.

إسرائيل ماضية فى طريقها - بدعم أمريكى- نحو المزيد من المذابح والدمار فى غزة، والعالم يرفض، والصدام ستحسمه الإرادة الدولية «فى النهاية» لصالح الحق الفلسطينى.

سيكون مهمًّا أن تنضم دول رئيسية إلى إعصار الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وسيكون مهمًّا جدا أن تدرك الولايات المتحدة حجم خسارتها حين تكون شريكة لإسرائيل فى مواجهة العالم، وأن تدرك هذا قبل فوات الأوان.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية