تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > بسيوني الحلواني > بهجتنا بالعيد ينقصها وقف مذبحة غزة

بهجتنا بالعيد ينقصها وقف مذبحة غزة

كل عام وأنتم بخير.. اليوم نستقبل عيد الأضحى المبارك.. اليوم الذى يفرح فيه حجاج بيت الله الحرام بأداء الركن الأكبر والأهم فى فريضة الحج وهو الوقوف بعرفة، وتعم بقدومه الفرحة والبهجة كل أرجاء الوطن الاسلامى الكبير.. وهى للأسف فرحة منقوصة وبهجة مكتومة فى نفوسنا جميعا بسبب استمرار مذبحة العصر فى غزة.

لكن فى كل الأحوال مطلوب منا أن نتغلب على أحزاننا ونتعامل مع شعائر هذه المناسبة الدينية بقدر ما نستطيع.

البداية مع صلاة العيد.. وهى سنة لها رسالتها الروحية ولذلك ينبغي أن يحرص عليها كل مسلم، وأن يبدأ بها برنامجه في هذا اليوم المبارك، وأن يذهب إليها وهو في كامل نشاطه وحيويته، وأن يستعد لها بأن يغتسل وأن يلبس أجود ثيابه، وأن يضع على جسده شيئا من الروائح الزكية.. فالمطلوب من المسلم رجلا كان أو إمرأة أن يستقبل يوم العيد وصلاة العيد بأحسن ما يكون الاستقبال من عبادة وشكر لله تعالى ومن هيئة جميلة.

وصلاة العيد – كما يؤكد العلماء- لها أهداف اجتماعية وإنسانية بالإضافة إلى أهدافها الدينية، فهي فرصة لتلاقي المسلمين في بداية هذا اليوم الأغر وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته ينتهزون هذه الفرصة لتقوية صلاتهم الاجتماعية والإنسانية بعضهم ببعض وكانوا يهنئون بعضهم بعضا ويقضون بعض الوقت الطيب مع بعض داخل المسجد أو خارجه يتبادلون التهاني والنصائح والأحاديث الودية ويعودون إلى منازلهم وهم أكثر بهجة ونشاطا.                                     
بعد صلاة العيد ينتقل المسلم الى شعيرة أخرى من شعائر وقربات هذا اليوم السعيد وهى الأضحية حيث ينبغى على كل المسلمين القادرين الحرص على هذه الشعيرة يوم التضحية والفداء.

 والأضحية من أفضل القربات التى يتقرب بها المسلم الى خالقه أيام عيد الأضحى المبارك، وهى سنة مؤكدة، ويكره تركها بالنسبة للقادر عليها، والقادر على الأضحية هو الذي يملك ثمنها فوق حاجاته الضرورية، فكل من يستطيع شراء أضحية دون حرج أو استدانة مطلوب منه أن يضحي اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ضحى بكبشين أملحين أقرنين.. أي خروفين يخالط بياضهما سواد ولهما قرون.

والمقاصد والأهداف الدينية والاجتماعية والانسانية للأضحية كثيرة ومتنوعة منها شكر لله تعالى على نعمه، والتوسعة على الفقراء والمحتاجين.. فالله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم "إنا أعطيناك الكوثر. فصل لربك وانحر. إن شانئك هو الأبتر".. والرسول صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الصحيح "إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا ـ أي في يوم عيد الأضحى ـ نصلي ثم نرجع فننحر، فمن فعل ذلك فقد أصاب سنتنا، ومن ذبح قبل الصلاة فإنما هو لحم قدمه لأهله".. ومعنى هذا الحديث الشريف أن الأضحية لا تذبح إلا بعد طلوع الشمس يوم العيد بقدر ما يسع الصلاة، فمن ذبح قبل ذلك لا يأخذ ثواب الأضحية وإنما يأخذ ثواب الصدقة إن تصدق.

ومن أبرز أهداف الأضحية التوسعة على الفقراء والمحتاجين في هذه الأيام المباركة، فالأضحية في عيد الأضحى تماثل زكاة الفطر في رمضان، والهدف من الاثنتين هو التوسعة على المسلمين خاصة المحتاجين منهم، فضلا عن أنها تساعد على صلة الرحم، حيث يتم تخصيص جزء منها على الأهل، وجزء على الأقارب والأصدقاء، وجزء على الفقراء .. فهي تقسم ثلاثة أقسام: قسم للفقراء والمحتاجين وكلما زاد نصيب هؤلاء منها اكتسب صاحبها المزيد من الأجر والثواب.. وقسم لأهل البيت ولا ينبغي أن يزيد على الثلث، والثلث الباقي للأصدقاء والأقارب

 والوقت المفضل لذبح الأضحية هو يوم الأضحى بعد صلاة العيد، فإذا لم يتمكن المضحي من ذبح أضحيته في يوم عيد الأضحى، جاز له أن يذبحها في الأيام الثلاثة بعد يوم عيد الأضحى.. ولذلك لابد أن يكون الذبح بعد صلاة العيد كما أمرنا ربنا سبحانه في قوله الكريم "فصل لربك وانحر" وكما أرشدنا رسولنا صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: "من ذبح قبل الصلاة فإنما يذبح لنفسه، ومن ذبح بعد الصلاة والخطبتين فقد أتم نسكه ـ أي عبادته ـ وأصاب المسلمين".
**
ورغم حزننا على ما يحدث لإخواننا فى غزة لا ينبغى أن نتجاهل أجواء عيد الأضحى المبارك وما ينبغى أن ندخله على أسرنا من بهجة فى هذه المناسبة الدينية، فمن حق المسلم أن يفرح ويدخل السرور والبهجة على نفسه وأسرته فى هذه الأيام المباركة دون أن يرتكب مخالفات أو تجاوزات شرعية، فالاسلام الذى نشرف بالانتماء إليه دين للحياة والتواصل الانسانى والاجتماعى ..

دين بهجة وسعادة ولا يحرم الانسان أبدا من أمر فيه فائدة حقيقية له، وأعياد المسلمين كلها منافع وفوائد للجميع من أغنياء وفقراء، ولو فهم المسلم المقاصد الحقيقية من العيدين-عيد الفطر وعيد الأضحى- واحتفل بهما وفق الضوابط الشرعية والالتزام بالقيم والأخلاقيات الإسلامية لأدخل السرور والبهجة على نفسه وكل المحيطين به دون تجاوزات أو مخالفات، والأعياد في الإسلام لها أهداف ومقاصد سامية، وحكم عالية، ومنافع كثيرة،

فهي فرصة للترويح عن النفس، خاصة وأن العيدين يأتيان بعد أداء عبادتين، فعيد الفطر يأتي بعد أداء عبادة شاقة وهي الصوم، وعيد الأضحى يأتي مع أداء عبادة شاقة أيضا وهي الحج.. والمسلم مطالب بالاحتفال بالعيد بكل ما هو مباح ومشروع، والمباحات من وسائل الترفيه والبهجة كثيرة.. لكن للأسف تضيق الدنيا بالبعض ولا يحلو لهم العبث والفوضى إلا في الأعياد، وهذا أمر مرفوض شرعا ويجلب لصاحبه غضب الله وعقابه.

أيضا.. على هؤلاء الذين يحرمون أنفسهم وأسرهم من بهجة العيد بسبب ما أصابهم أو أصاب أعزاء لهم أن يدركوا أن الإسلام دين رحمة وسعة وبهجة وسرور وهذا الدين العظيم الذي ننتمي إليه لا يمكن أن يفرض على الإنسان ما لا يطيق، ولا يفرض عليه حياة جافة كئيبة،

فالتوازن في حياة الإنسان مطلوب شرعا، وكل إنسان مطالب بأن يؤدي واجباته الدينية والدنيوية ثم يخلد بعد ذلك للراحة ويجدد نشاطه بكل ما هو مباح ومقبول شرعا، ورسول الله صلى الله عليه وسلم هو القائل في الحديث الصحيح "روحوا القلوب ساعة بعد ساعة فإن القلوب إذا كلت عميت".

**عيد سعيد على الجميع.. ونسأل الله أن يلطف بإخواننا فى غزة وأن يرفع عنهم ما يعانون من ظلم وأن يعوضهم خيرا عما لحق بهم من أذى.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية