تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
قمة المصير في مواجهة سيناريوهات التهجير
تشهد القاهرة حراكا دبلوماسيا كبيرا على مختلف الأصعدة في مواجهة مخططات التهجير القسري للفلسطينيين، ومساعي نتنياهو وترامب لإسقاط حل الدولتين، وحالة الإنفلات وصناعة الفوضى التي يسعى لها الغريمين على حساب كافة دول المنطقة.
ففي الوقت الذي انخرطت فيه القاهرة في التحرك مع المجتمع الدولي لخلق البديل العقلاني لمواجهة طرح الرئيس الأمريكي بعقلية المطور العقاري أكثر منه زعيم لاكبر دولة في العالم، سعت القاهرة للتعجيل بمساعي الإعمار والاستفادة من حالة الاستنفار في المجتمع الدولي والعربي ضد مخططات ترامب الصدامية مع الجميع، وهو ما تجلى في التواصل الرئاسي اليومي مع القادة والزعماء، ربما بينها المحادثة المهمة مع الرئيس الفرنسي.
بالمقابل كلف الرئيس السيسي وزير الخارجية بدر عبدالعاطي بالانخراط في تشاور عربي واسع اتضحت اليوم ثماره بإعلان عقد قمة عربية طارئة في القاهرة في 27 من فبراير الجاري، لمناقشة القضايا المستجدة والخطيرة فيما يرتبط بالقضية الفلسطينية، أي عقب انتهاء زيارة الرئيس السيسي التاريخية لواشنطن، وهي الزيارة التي يجري الإعداد لها بشكل قوي إذ يغادر وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي إلى واشنطن للتمهيد لزيارة الرئيس السيسي، مع مختلف الدوائر المؤثرة في صناعة القرار في الولايات المتحدة الأمريكية فضلا عن التواصل مع كبار مسئولي الإدارة الأمريكية الجديدة.
ومنذ إعلان ترامب خطته لغزة وإعادة طرح سيناريو التهجير، وحديثه بلغة غريبة تحمل إيحاءات وإيماءات غير مقبولة، انخرطت القاهرة في الرد متعدد الجبهات وفق مسارات متوازية، فعلى المستوى الدبلوماسي اتجهت لتوسيع دائرة التشاور العربي مع كل القادة العرب المنشغلون بالقضية، لتوحيد وجهات النظر والانتباه لما يحاك للمنطقة بأثرها، وربما كان من نتاج ذلك دخول المملكة العربية السعودية على خط المواجهة بقوة إذ خرج بيان المملكة قوياً مدويا موجعا كاشفا لكافة سيناريوهات ترامب ونتنياهو معا، وهو ما اربك نتنياهو وجعله يتطاول على المملكة، حين قال أن المملكة تنشئ دولة للفلسطينيين على أراضيها، وهو مازال تفاعل الأحداث وجاء الرد المصري على نتنياهو قوياً كاشفا، وهو ما جعل بقية الدول العربية التي كانت تنأى بالنفس، أو تؤثر الصمت، تنخرط بالرد على التجاوز الإسرائيلي، وهو الأمر الذي يضع مستقبل الاستثمارات السعودية في أمريكا موضع شك، فضلا انخراط كبار الساسة السعوديين وعلى رأسهم الأمير تركي الفيصل في الرد على ترامب بخطاب خاص مليء بالرسائل المهمة، والذي اتبعه بحوارات مع السي إن إن وغيرها من القنوات الغربية وخاطبهم بلغتهم التي يفهمونها وهو أمر شديد التأثير في الدوائر العميقة داخل مؤسسات الدولة في أميركا.
وهو ما توصلنا لانعقاد القمة العربية التي يتوصل كلمة موحدة للانخراط في الاعمار وإقامة الدولة الفلسطينية جنبا إلى جنب مع الدولة الإسرائيلية تطبيقا للمبادرة العربية، وهو ما يمكن أن يتحقق حال تفعيل كافة الادوات العربية الحاضرة بالفعل من قوة مصرية قادرة ومؤثرة بجيش الأقوى في المنطقة يرعب إسرائيل وتعمل له أمريكا ألف حساب، فضلا عن المناورة باتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية ، كما يمكن التلويح باتفاقيات التطبيع العربي الإسرائيلي ما تم منها وما كان مشاريع قابلة للتطبيق، إلى جانب الاستثمارات الخليجية في امريكا وعلى رأسها التريليون دولار التي يحلم بها ترامب، إلى جانب ورقة البترول الخليجي التي تمثل الورقة الرابحة والأخيرة التي يمكن المناورة بها حال احتاج الأمر.
وخلاصة القول: بات الأمر خطيراً للغاية، وسقطت جميع الأقنعة، ولم يعد من مفر من المواجهة الدبلوماسية، والتلويح بالمواجهة العسكرية إذا لزم الأمر دفاعاً عن الشرف العربي، وحفاظاً على قضية العرب الأولى، والأمن القومي العربي، واعتقد أنه حال التوظيف الكامل لقوانا العربية وما نمتلكه من أدوات نستطيع أن ننجو بالمنطقة من شر لا آخر له، ولن ينجو منه أحد.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية