تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

ضوء فى النفق!

فى حصص الرياضيات كان رمز «لانهاية» مثيرا لدهشتى غالبا، لأنه يدل على عددٍ مُبهم، يتجاوز قدرة الحواس على استيعابه، ويبدو بين دهاليز المسائل الحسابية مثل شبح هُلامي.

مرت الأعوام ليُثبت جنون الكوكب أن «اللانهاية» مصطلح قابلٌ للطرح عمليا، عند الحديث عن إحباطاتنا وخسائرنا من ممارسات عدو يسفك الدماء بلا حدود، ورعاة يدعمونه بعد أن علّقوا ضمائرهم على شماعات المغالطات، لتتزايد أعداد القتلى والمصابين، وتتراجع تدريجيا معدلات التعاطف، ربما لأن الشفقة أكثر إرهاقا للقلوب، لهذا اختلفنا أيضا حولها، ووجدنا من ينتقد المظلوم على ضجيج صرخاته!


الجديد أن الجنون صار عدوى تنتشر فى العالم كله، فاختلطتْ خلافات السياسة بنزاعات الاقتصاد، وتداخلت مشكلات التاريخ مع محاولات العبث بالجغرافيا، وعادتْ محاولات التلاعب بحدود ارتضاها البشر مُجبرين أحيانا،

لكن التلاعب لم يعُد حكرا على منطقتنا، بل امتد إلى بقاع أخرى، بعد أن تخيّل من يرى نفسه سيد العالم، أن الوقت قد حان لإعادة توزيع ثروات الكوكب، بما يتناسب مع رغباته وحده. وهكذا أطلق سلسال قراراته ليطيح بمعاملات تبنتْها بلاده لقرون، فانتفضتْ المظاهرات داخل أمريكا، وانطلقت الهجمات الاقتصادية المرتدة من منصة بكين. 

عندما كشف ترامب عن مغامراته السياسية، اكتفى قادة العالم بالتصريحات، بينما أعلنتْ مصر رفضها الحاسم لأى تلاعب فى محيطنا، ثم أصبحت المواجهة أكثر ضراوة بعد أن انتهكت المغامرات قواعد الاقتصاد، حيث شعر ملايين الأمريكيين بأن الخطر يهدد وظائفهم وبالتالى استقرار حياتهم،

وأيقنت القوى الاقتصادية الكبرى أن صراع الوجود يستدعى مقاومة شرسة، وما أُخذ بسيف الرسوم الجمركية لا يُسترد إلا بسلاح مماثل.

على مدى عقود، ظل الشرق الأوسط بؤرة لهيب الأرض، تُشعله النزاعات وتتلاعب به الرياح القادمة من الغرب، حتى بقينا نُحصى ضحايانا إلى أن فقدنا القُدرة على العدّ.

لكن ربما يكون من حسن حظنا أن الأخ الأكبر ارتكب خطيئة كبرى، بفتْح أكثر من جبهة فى وقت واحد.. فقد تولد من رحم «اللانهاية» بداية جديدة!

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية