لا تقتصر على مجتمعنا الشكوى من إفراط النشء - وأيضا الكبار- فى استخدام مواقع التواصل الاجتماعى وسيطرتها على حياتهم، بل أصبحت ظاهرة تؤرق الكثير من المجتمعات، وتحتار فى كيفية مواجهتها حرصا على الصحة النفسية والبدنية لنشئها فى ضوء ما تؤكده الدراسات من الآثار السلبية لذلك الاستخدام المفرط، وتسببه فى الكثير من المشاكل وإدمان التعلق بها وانعزال النشء عن محيطهم. لذلك قررت أستراليا التحرك لمواجهة ذلك الخطر بإقرار برلمانها بمجلسيه لقانون يحظر استخدام تلك المواقع لمن هم دون السادسة عشرة - وليس فى المدارس فقط – مع فرض عقوبات مالية على المواقع لتهاونها فى التدقيق فى أعمار المستخدمين بغرامات مالية تصل إلى 31 مليون يورو. ويبقى أن ننتظر نتيجة التطبيق، حيث ينص التشريع على بدء التطبيق نهاية العام المقبل وفق موقع التليفزيون النمساوى. قرار البرلمان جاء بموافقة أغلبية ساحقة. وأوضحت الحكومة الاسترالية أن وراء مبادرتها التى طرحتها استشعارها المخاطر البدنية والنفسية المرتبطة بالإفراط فى ذلك الاستخدام مما تتطلب التحرك الفعال. وكانت مواقع التواصل قد ناشدت البرلمان إرجاء التصويت على التشريع. وتعبر الخطوة الأسترالية عن القلق المتزايد لكثير من المجتمعات حول العالم، غير أن معارضى الخطوة يحذرون من أن النشء قد يتجهون نحو مواقع غير آمنة من الانترنت بسبب ذلك الحظر. ويشمل الحظر مواقع: تيك توك، فيسبوك، انستجرام، سناب شات، إكس وريديت. رئيس وزراء استراليا أنتونى ألبانيز عقب بقوله: إن النشء يجب أن يبتعدوا عن هواتفهم ويتوجهوا لملاعب الكرة والسباحة والرياضة، إنها خطوة صحيحة تم اتخاذها.. لا شك أنها خطوة يجب أن ندرسها لتقنين الاستخدام الآمن للنشء.