تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > ايمن عبد الجواد > 30 يونيو.. معركة الأمس واليوم

30 يونيو.. معركة الأمس واليوم

"جيم مفتوح" لعبته الدولة المصرية مع أجهزة مخابرات معادية.. بأفكار مبتكرة خارج الصندوق پعام واحد كشف زيف وخداع الجماعة الإرهابية.. وكل شئ كان تحت السيطرة پسيناريو الفوضي الخلاقة كان مقدمة لتقسيم المنطقة وتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير
المصريون نجحوا في اختبار الوعي.. و أثبتوا صحة مقولة تسليم الجماعة للشعب
حروب السوشيال ميديا.. الجيل الأحدث للحروب وتفوق معارك الطائرات والدبابات

في الأحداث الكبري أو اسمها المؤامرات الكبري إن شئت لا تظهر الحقائق كلها مرة واحدة.. بعضها يتكشف مع مرور الوقت والبعض الآخر يظل في طي النسيان إلي الأبد.
المؤامرة التي تعرض لها الوطن كانت كبيرة ومعقدة وتفوق كل التصورات وتقديرات الموقف. فالأرض كانت ممهدة.. أو يتم تمهيدها لتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي يفتت المنطقة إلي دويلات صغيرة أكبرها اسرائيل ذلك الكيان السرطاني الذي تم زرعه في قلب أمتنا بوعد بولفور الذي أعطي ما لا يملك لمن لا يستحق.
الخطة الشيطانية أو الحبكة الدرامية قامت علي احداث "الفوضي الخلاقة" التي جربوها في العراق وآتت أكلها توطئة للتقسيم واستخدام المرتزقة والإرهابيين بعد تسميتهم بأسماء إسلامية كنوع من الخداع حتي تنجرف الشعوب لتدمر أوطانها بأيديها تحت مسميات يسيل لها اللعاب.. مثل القومية العربية والخلافة وغيرها مما يصور الأمر علي غير حقيقته وأنها ثورات تحركها الشعوب لخدمة مصالحها.
السيناريو من أوله إلي آخره كان مؤامرة لتقسيم الوطن حتي لا تقوم له قائمة مرة أخري. فمن المتوقع أن الفوضي عاجلاً أم أجلاً. ستخرج عن السيطرة وتتحول لحرب أهلية ويصبح كل مواطن وبيته غنيمة للأقوي من لصوص وأباضيات الشوارع. والنماذج كثيرة لمن يريد أن يري في دول الجوار التي كانت في القريب دولاً كبري ملء السمع والبصر.

ما يميز الحرب المضادة أو مواجهة هذا السيناريو من قبل أجهزة الدولة أنها اعتمدت علي خطط غير نمطية وتفكير خارج الصندوق في التعامل مع أساليب غير عادية من قبل أعدائنا الذين استخدموا السوشيال ميديا في الحروب لأول مرة. فلا أنت تستطيع أن تتهم الشعب بالخيانة أو حتي المجموعة التي كانت مرصودة ومعروف توجهاتها والجهات التي تمولها فلا أحد يستمع لغير صوت الفوضي بعد أن روج "ثوار الفيس بوك" وتويتر وغيرهما من الأدوات المستحدثة لمفهوم أن الدولة لابد أن تهدم لإعادة بنائها علي أسس حديثة وهو الشرك الذي نصبه أعداؤنا لأن الهدم والعودة إلي قانون اللادولة قد يكون متاحاً وسهلاً.. أما إعادة بناء الوطن فهو المستحيل نعينه لأن الأعداء لن يسمحوا بذلك.
الخطة المصرية غير التقليدية اعتمدت علي منح الفرصة للجماعة الإرهابية للوصول إلي مبتغاها تحت شعار "تسليمها للشعب وليس تسليم الشعب لها" فمن ناحية ستطفو علي السطح أسماء لا نعرفها من قيادات الاخوان التي كانت مستترة حتي لا يتم كشفها.. ومن ناحية اخري سيتم فضح سلوك الجماعة للشعب وأنها لا تسعي إلا لمصالحها الشخصية ولو علي حساب أمن واستقرار "الوطن" ولا ننسي العبارة التي أطلقوها "سنحرق مصر".
وكانت النتيجة مبهرة فخلال عام واحد كشف الشعب آلاعيب وخدع الجماعة التي عاشت دور المظلومية علي مدار عقود ولم يكن كشفها بالأمر الهين. إلا بواسطة سيناريو عبقري يسلمهم كل شيء وفي ذات الوقت يضعهم تحت السيطرة خاصة بعد اكتشاف ورصد اتصالاتهم مع قيادات الإرهابيين والتآمر علي الوطن الذي يحكمونه. وخرجت مصر عن بكرة أبيها لتصحيح الأوضاع وتعيد الوطن إلي أبنائه.
*
ان حروب السوشيال ميديا التي وضعت المنطقة كلها علي فوهة بركان باتت أخطر وأشد ضراوة من الحروب التقليدية. ومن الضروري أن نذكر لعل الذكري تنفع المؤمنين ونعيد الكلام الذي سبق تكراره مائة مرة بأن نشر الشائعات واحداث الفتن يمثل أحد أهم أدوات حروب الجيلين الرابع والخامس حيث تطور السلاح تاريخياً من السيف الي المدفع والطائرة .. ثم أخيراً الي الفيس بوك وتويتر وغيرهما.
لا مجال للحديث عن حسن النوايا ويجب الحذر في التعامل مع الأخبار غير المؤكدة. فالشائعات بمثابة سوس ينخر في بنيان الوطن بصورة لا تقل خطورة أو تأثيراً عن الارهاب. مثلما يجب الحذر ــ كل الحذر ــ من دعوات الاستضافة التي تقدمها منظمات مشبوهة تحمل الصفة الدولية ويشارك فيها ــ ولو بحسن نية أيضاً ــ اعلاميون وأعضاء في جمعيات أهلية ومنظمات حقوقية لأن بعضها ــ ان لم يكن معظمها ــ تديره من الكواليس أجهزة معادية تدس لنا السم في العسل ان كان هناك عسل أصلاً.
وهذه المنظمات تستقطب من تريد استهدافه بشعارات براقة يسيل لها اللعاب كالديموقراطية وحقوق الانسان. بينما الأمر في الغالب لايعدو كونه مجرد طعم حتي تشارك في تنفيذ مخطط الاضرار ببلدك دون أن تدري.
ورغم أن الصورة تغيرت في كل ربوع مصر بعد مرور كل هذه السنوات علي الثورة بمشروعات عملاقة في كل الميادين والمجالات.. من بحري إلي الصعيد. خاصة في سيناء التي كانت دائما وعلي مر التاريخ مطمعاً للأعداء.. لكن مع كل ذلك مازالت معركة السوشيال ميديا دائرة وتتحين الفرصة لطعن المصريين في الظهر.

فأعداؤنا أصبحوا منبوذين ومطاردين في كل دول العالم وليس أمامهم إلا الحرق والتدمير والشائعات.. لكن الرهان دائماً علي وعي الشعب. ومن انتصر وطرد قوي الشر بالأمس. قادر في كل وقت علي حماية وطنه ومكتسباته..ومستقبله وأحلامه.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية