تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الدراما التليفزيونية

توقفنا فى المقال السابق عند إعادة تشكيل إتحاد الإذاعة والتليفزيون فى عام 1979 هذا التاريخ الذى شهد توقيع إتفاقية السلام المصرية - الإسرائيلية وما صاحبها من إعلان  العرب مقاطعة مصر وبالتالى عدم شراء الأعمال الدرامية المصرية التى ينتجها التليفزيون، لكن هذا لم يؤثر سلباً على الانتاج المصرى

ذلك ان الدولة كانت تنظر وقتها للدراما بإعتبارها خدمة ثقافية وترفيهية تقدمها للشعب دون النظر إلى أى مردود مادى منها،

وبات الإنتاج  يسير فى ثلاثة محاور،
الأول هو الانتاج الحكومى المتمثل فى التليفزيون
والثانى هو الانتاج الخاص المتمثل فى شركات تنتج لصالح المحطات العربية وهى التى تأثرت بالمقاطعة
والمحور الثالث هو المتمثل فى المحطات العربية نفسها والتى أنشأت استديوهات وشركات الإنتاج  فى عجمان وسوسة بتونس واليونان وقبرص

ورغم المقاطعة إلا أن العرب لجأوا إلى الكوادر الفنية المصرية فى أعمالهم، وسرعان ما تغير الحال ودخلنا إلى مرحلة الازدهار الحقيقى للدراما التليفزيونية والتى بدأت بعد تولى السيد صفوت الشريف وزارة الإعلام  فى 82 وإعادته لتشكيل إتحاد الإذاعة والتليفزيون ووضع معايير وضوابط جديدة وفق القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التى يموج بها المجتمع المصرى ومن أجل هذا تم إنشاء مجلس أمناء الإذاعة والتليفزيون والذى كان يضم شيخ الأزهر وبابا الكنيسة الأرثوذكسية ورؤساء الجامعات وأكاديمية الفنون وبعض النقباء ورؤساء تحرير الصحف القومية

وكان هذا المجلس يجتمع لفحص التقرير السنوى للمجالس القومية المتخصصة، هذه المجالس التى تم الغاؤها بعد 2011 والتى كانت تقوم بدور استشارى رائع، فهى تضم عقول مصر فى كل التخصصات وتناقش كل القضايا ثم تضع تقريراً كبيراً فى مختلف مناحى الحياة وترفعه الى الرئاسة، ويعد هذا التقرير هو نبض الجماهير، فمثلا لو رصدت المجالس القومية المتخصصة ارتفاع حالات الطلاق  كان مجلس الأمناء  يوصى بأن تناقش الدراما والبرامج هذه المشكلة فيقوم قطاع الانتاج بعرض الأمر على كتاب السيناريو أو إختيار النصوص المقدمة إليهم والتى تناقش هذه المشكلة

وقد تم  تكليف الأستاذ وحيد حامد بكتابة مسلسل «العائلة» لمناقشة قضية التطرف الدينى وتكليف الاستاذ  محفوظ عبدالرحمن بكتابة «ناصر 56» فى إطار مشروع إحياء الرموز الوطنية وبث الروح الوطنية فى نفوس الناس، وكان النص يمر بعدة مراحل قبل تنفيذه حيث توافق عليه لجنة قراءة داخلية بقطاع الإنتاج المختلفة وبعد موافقة اللجنة الداخلية يتم رفع النص الى رقابة القطاع فإذا تمت الموافقة عليه يرفع الى لجنة قراءة عليا من خارج التليفزيون مكونة من كبار مثقفى ونقاد مصر،

ونستطيع القول ان فترة الثمانينيات والتسعينيات هى العصر الذهبى للدراما التليفزيونية حيث «ليالى الحلمية ورأفت الهجان والمال والبنون وزيزينا و ارابيسك ونصف ربيع الاخر و محمد رسول الله وغيرها»، وظل الأمر هكذا  حتى بدأ صراع الجنزورى- الشريف
.. وللحديث بقية.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية