عندنا نعيش تحت تهديد وهم ما يسمى بالتدخل الحكومي فلا تقترب وزارة الرياضة من اتحاد الكرة على سبيل المثال لا الحصر بدعوى أنه المسئول عن اللعبة وان الفيفا يمكن أن يغضب إذا ما شعر أن الحكومة المصرية تحاول أن تصدر بعض القرارات المتعلقة بضبط الأمور وهو نفس التهديد الذي تستخدمه إدارة اللجنة الأوليمبية الحالية لنظل تعيش المعاناة الكروية التي تعلمون حضراتكم مدى فداحة ما نتكبده من خسائر .

أما  في بريطانيا فإن الوضع مختلف تماما وكأن اتحادها أو اللجنة الأوليمبية لا تتبع الحركة الرياضية العالمية التي تخنق أنفاسنا ..فالحكومة هناك تتدخل و تقرر والجميع يعمل وفقاً لما يتم إقراره .

فقد كلفت الحكومة البريطانية مجموعة من الخبراء والمتخصصين في الإدارة الرياضية والعلوم القانونية لإعادة صياغة اللوائح التي تسير عليها قواعد العلاقات المالية للدوري الانجليزي الممتاز والدوريات الأدنى منه في الترتيب.

ووفقاً لما تعده الحكومة البريطانية  ونشرته عدد من الصحف العالمية فإن أن اللوائح ستصدر في وثيقة يطلق عليها الكتاب الأبيض.. تضمن حوكمة العلاقات المالية التي تعمل بها الأندية وتنفيذها الرابطة وتضع اطار جديد لمنح التراخيص يحقق الضوابط التي تمنع الأندية من الانهيار كما حدث مع نادي  ماكلسفيلد تلون الذي صدر حكم قضائي بتصفيته نتيجة لعدم وفاءه بالالتزامات المالية والديون التي تراكمت عليه.

ويتطلع ريك باري رئيس رابطة الأندية الإنجليزية إلي أن يوفر ما قيمته ربع الدخل الناتج عن حقوق البث وكذلك مبالغ أخرى من حقوق الرعاية لتوزيعها على أندية الدرجات الأقل و تضمن التدفق المالي وفقا لقواعد حاكمة للأندية والا تعرضت للمسألة القضائية.

ما تؤكده المصادر ان الكتاب الأبيض سيكون ضماناً لعدم وقوع أي مخالفات أو أزمات في التدفقات النقدية

في أوروبا والدول المتقدمة لا يأكلون مع الكباب طحينة كما كان يقول الممثل السوداني محمد السني في فيلم الإرهاب والكباب ولكن يضعون الحدود التي لا يستطيع أحد تجاوزها . وإذا ظهرت ثغرات يكونوا جاهزين بالتعديلات للوائح .. اما في اتحادنا  فإنهم يستخدمون الطحينة لدهان اللوائح والقرارات حتى تكون لينه هينة حسب الأهواء.. وهذا هو قمة البلاء.